هي 20 كلم فقط، إلا أنها، رغم قصر المسافة، أوغلت في اغتيال الفرح، وهي تحصد الضحايا يوما بعد آخر منذ أربع سنوات. المسافة التي لا تتجاوز 20 كلم على طريق "العارضة-أبو عريش" بمنطقة جازان، متعثره منذ أربع سنوات، وسط صمت من إدارة الطرق والمواصلات بالمنطقة والتي لم تحرك ساكناً. يقول المواطن نايف حسين بكري، أصبحت مسافة الطريق القصيرة أخطر طريق حيوي في منطقة جازان، رغم أن أهمية هذا الطريق لا توازي العمل القائم فيه منذ أربع سنوات عجاف، أهلكت أرواح الشباب، وأرهقت العديد من الأسر بسبب الحوادث في ذلك الطريق. يغص بكري بالحروف وهو يروي قصة مأساوية لأحد أبناء عمومته الذي توفي في هذا الطريق جراء حادث سير ولم يمض على زواجه أكثر من عام ولكن الطريق اغتال حياته وأنهى شبابه. فيما يروي المواطن يحيى حسين خبراني من سكان "الجوة" قصة أحد ضحايا الطريق قائلاً: لم نعرف الفرح منذ ذلك اليوم الذي تعرض فيه والدي لحادث سير على نفس الطريق، الأمر الذي سبب له إصابات خطيرة وارتجاجا في المخ ولم يعد قادرا إثر الإصابات التي لحقت به التعرف على أحد منا. وتساءل خبراني، عن سبب تعثر المشاريع في المنطقة، رغم أن الدولة تنفق الكثير، مؤكداً أن المشكلة في الشركات المنفذة والتي لا يعنيها حياة المواطن على حد وصفه. أما المواطن أحمد لاهي خبراني، فيقول إنهم استبشروا خيراً بمشروع ازدواجية الطريق، ولكن زادت معاناتهم مع المشروع بسبب غياب اللوحات الإرشادية وكثرة الحفريات، مطالبا وزارة الطرق والمواصلات بمحاسبة المسؤولين عن تعثر المشروع وسحبه من الشركة المنفذة ووضعها على القائمة السوداء بسبب التباطؤ في التنفيذ. "الوطن" أجرت اتصالاً هاتفياً بمدير إدارة الطرق والمواصلات بمنطقة جازان المهندس ناصر الحازمي، الذي طالب بإرسال الاستفسارات على الفاكس، ولكنه، رغم ذلك، لم يرد على الخطاب المرسل منذ أسبوعين، إضافة إلى عدم الرد على الاتصالات المتكرره والرسائل النصية المرسله لهاتفه. ولمعرفة إحصائية الحوادث المرورية على ذات الطريق، اتصلت "الوطن" بمدير مرور المنطقة العقيد عايض بن دخيل الله، والذي لم يرد أيضاً على الاتصالات والرسائل الهاتفية.