نحن شعب اختاره القدر بالابتلاء ونسأل الله الجزاء على طول بالنا، بطالة وأخطاء طبية وإهمال بلدية ووزارات تتخبط في طرقات التجارب، ومن أجل ألا يقال لي إني أنظر إلى نصف الكأس الفارغ املؤوا ربع كأسي الفارغ وأنا سأرضى بالقليل. وما يؤسف (ويزيد الطين بلة) بل ويجعل طيننا موية ليس بلة فقط هو حال البعض يتركون كل قضايانا وكل الأمور الضرورية التي تمس حياتنا لينبشوا عن قضايا المرأة فينشغلون بقيادتها عن تعليمها الحقيقي وصيانتها ويندفعون خلف تشغيلها كاشيرة متناسين حق الإنفاق عليها ومعظم قضاياها المتعلقة بالمحاكم، ويشترون فيها ويبيعون ويتحدثون بلسانها ويسولون لها ما هم بنهايته عالمون ، تركوا كل قضايانا المعلقة ،ومرضانا الذين لا يجدون لهم كراسي وأبناءنا الذين تعبوا من حمل ملفاتهم الخضراء كل صباح ، وشوارعنا المتكسرة ،وغيره ما الله به عليم تركوها ليتحدثوا عن حرية النساء المزعومة ، والأغرب والأعجب والمؤلم عندما يتحدثون عن دمج الصفوف الأولية ويتناسون ما تحتاجه تلك الصفوف وأولئك الطلبة من مبان آمنة وما تفتقده من أجهزة حديثة بل وتطوير مناهج قابلة لإشعال أذهان طلابنا الخامدة منذ زمن ليس بقريب. يا من تنادون بالحرية وتلهثون بالنفاق لتبلغوا أبعد طرق الشهرة، أين الحرية عندما تقود المرأة سيارتها في هذا الازدحام الخانق؟ وأين حريتها عندما تتعامل بائعة تتعاطى مع أصناف الرجال السيئ والجيد على السواء؟ هناك شرارات في مجتمعنا إن وجدت الوقود سوف تشتعل وتحرق الجميع، كل مجتمع يتخلى عن دينه ويحطم تقاليده سوف يلقى مصير أوروبا عندما تخلت عن الكنيسة المتزمتة لتتشبث بنظرية دارون العقيمة! فلا تتشبثوا بأفكار شيطانية هروبا من واقعكم المعلول. وعلينا أن نبحث عن مكامن الخلل الرئيسية، ونحل مشاكلنا الأهم فالمهم. نحن بحاجة إلى ضمائر صالحة للاستخدام ،لا نحتاج إلى تلك الضمائر منتهية الصلاحية! نحن بحاجة إلى من يضع يده على جروحنا المتقرحة، ليوقف النزيف ويصف الدواء الأصلح والأنجع، لا نريد خطأ طبيا جديدا ولا نريد روشتات مضروبة فأجسادنا لم تعد قادرة على الاحتمال.