طغت محاولات اقتحام متظاهرين سوريين هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل بمناسبة ذكرى النكسة أمس على أحداث الداخل السوري، التي شهدت تصعيدا في المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن. ففي مدينة حماة شمال سوريا، نظم إضراب عام حدادا على قتلى سقطوا الجمعة الماضية برصاص قوات الأمن،فيما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن أكثر من مئة ألف شخص شاركو أول من أمس في مراسم تشييع 48 من ضحايا القمع في المدينة. كما ذكر نشطاء أمس أن عددا من القتلى سقطوا في محافظة إدلب غربي سورية، فيما شهدت محافظة درعا في الجنوب حملات اعتقالات واسعة. وقال النشطاء إن قتيلين سقطا قنصا في جبل الزاوية في إدلب أمس، فيما قتل عشرة أشخاص على الأقل أول من أمس عندما أطلقت المروحيات النيران بشكل عشوائي على جسر الشغور في المحافظة لدى تشييع آخرين سقطوا الجمعة الماضية. وفي بصرى الشام بمحافظة درعا بدأت قوات الأمن فجر أمس حملة اعتقالات واسعة ومداهمات للبيوت وقامت عناصر الأمن بإطلاق الرصاص بكثافة في الهواء لترويع الأهالي، فيما يستعد الجيش السوري لاجتياح بلدة جسر الشغور وسط انتشار للقناصة على أسطح المباني وقطع الكهرباء عن البلدة. وأفاد رامي عبد الرحمن بتواصل المواجهات بين الأمن والمحتجين في منطقة جسر الشغور، وأنها أسفرت عن مقتل 25 شخصا بينهم 6 من عناصر الأمن خلال الساعات ال 24 الماضية. وفي مدينة دير الزور، قال مقيمون أمس إن عشرات أصيبوا برصاص قوات الأمن التي تصدت لسبعة آلاف محتج قاموا بمسيرة خلال الليل في المدينة لإسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد. في المقابل، أعلنت مصادر أمنية رسمية عن ضبط أسلحة وذخائر ومواد متفجرة وحارقة في منطقة الرستن بمحافظة حمص، استخدمتها "المجموعات المسلحة" خلال اعتدائها على المواطنين وعناصر الجيش وقوات الأمن والشرطة والممتلكات العامة والخاصة. كما أعلنت المصادر نفسها عن مقتل 4 من الشرطة والقوى الأمنية برصاص "مجموعات إرهابية مسلحة " في منطقة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب. وفي السياق، أعلن القيادي في حزب "بكيتي" الكردي السوري فؤاد عليكو أن الأحزاب الكردية ستعقد اليوم, اجتماعا تشاوريا لبلورة مبادرة لتقديمها خلال اللقاء مع الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة السياسية في سورية. وأوضح عليكو أن اللقاء كان مقررا السبت الماضي تم تأجيله إلى ما بعد الأربعاء المقبل بطلب من الأحزاب الكردية، التي تضم 12 حزبا غير مرخص. من جهة أخرى، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته للإمارات أمس، قادما من بغداد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ووفقا للمصادر الإعلامية فإن المعلم يقوم بجولة عربية لتوضيح الموقف السوري على ضوء الاحتجاجات الأخيرة في بلاده. في غضون ذلك، يتوقع أن يوجه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال اجتماعات تبدأ اليوم، توبيخا لسورية بسبب أنشطتها النووية السرية.