أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن الجهاد في الإسلام هو للدفاع عن الحق ورد العدوان وليس لإجبار الناس أو إكراههم على العقيدة. وقدم الطيب خلال استقباله أول من أمس للمؤرخ الإيطالي والكاتب بصحيفة "دت كوريرى دولا سيرا" الواسعة الانتشار سيرجو رومانو، ووفد من مجلس العموم البريطاني برئاسة الدكتور محمد الشيخ، واللورد ماكنير، واللورد سيخ، والمستشار بمجلس العموم كريستينا دايكس، ورئيس اتفاقية المحافظين القومية فابيونا هود جون، ورئيس شبكة عمل العرب المحافظين بمجلس العموم البريطاني الدكتور وفيق مصطفى، عرضاً وافياً حول الكثير من المفاهيم حول الإسلام والجهاد وعلاقة الإسلام بالآخر، وكذلك عن الأوضاع في مصر في الوقت الراهن وبخاصة بعد الثورة. وقال الطيب إن الإسلام يعترف بكل الأديان السابقة، وإن الاختلاف الموجود هو مقدر ومستمر إلى يوم القيامة وهو حقيقة إلهية. وعن الجهاد في الإسلام قال شيخ الأزهر إن الجهاد في الإسلام لا يمكن فهمه على أساس حمل الناس على اعتقاد مذهب أو دين معين، فلا إكراه في الدين، والجهاد في الإسلام هو للدفاع عن الحق وليس لجبر أو إكراه الغير على اعتناق الإسلام. وأوضح أن الإسلام لا يقصي الآخر مهما كان مختلفا عنا وإن معظم ما يعانيه العالم المعاصر هو إقصاء الدين من عالمه فقد جرب الغرب التكنولوجيا والحضارة العلمية كثيراً ولكنه لم ينعم بالسعادة المرجوة، فعليهم أن يجربوا التحضر المبني على القيم الدينية. كما قدم شيخ الأزهر شرحاً وافياً عن دور بيت العائلة المصرية الذي يجمع بين المسلمين والمسيحيين المصريين وأن اجتماعات هذا البيت تعقد برئاسة شيخ الأزهر لمدة أسبوعين ثم برئاسة البابا شنودة الأسبوعيين التاليين، وتعقد هذه الاجتماعات مرة في الأزهر الشريف ومرة فى الكاتدرائية الأرثوذكسية في القاهرة. وقال الطيب: إنه في ظل الحرية سينشأ جيل مصري جديد عظيم سيبهر العالم، وإن مصر لم تخلق إلا لتكون في المقدمة، وهذا هو أملنا الكبير الذي سيتحقق بإذن الله. من جانبه قال رومانو: إنه جاء إلى الأزهر ليستطلع رأي شيخه في كثير من القضايا التي تهم مصر والعالم الإسلامي وبعض المشكلات التي تثار حول الإسلام والمسلمين. وقد وجه الوفد البريطانى الدعوة لشيخ الأزهر من مجلس اللوردات لزيارة بريطانيا، وذكر رئيس الوفد أن العالم المعاصر يفتقر إلى الشخصيات الروحية المتزنة التي تريد الخير للإنسانية جمعاء.