لم يكن ميدان الملك فهد لسباق الهجن بمحافظة النعيرية، مرتبطاً فقط بالسباقات ومضماراً يحتضن تفاوت "مشاعر" أصحاب الهجن المتسابقة قبل وصولها إلى خط نهاية كل سباق، بل كان ميدانا يحتضن مشاعر الآلاف من المواطنين وتترقبه أعين ملايين آخرين ممن لم يتواجدوا في مناسبات لامست مشاعرهم كغيرهم من أبناء الوطن الغالي. وما بين مهرجان الاحتفال بسلامة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي أقيم في عام 2009م، وبين الاحتفال بسلامة وشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وعودته إلى أرض الوطن سالما معافى الذي أقيم قبل أيام، كان ميدان الملك فهد لسباق الهجن "حاله" كحال محافظة النعيرية التي احتضنت تلك المناسبات، شاهداً على مشاعر أبناء الوطن من داخل المحافظة وخارجها، وميداناً احتضن "الوفاء" و"الولاء" و"التلاحم" و"حب الوطن والقيادة"، ومسرحاً لمناسبات وطنية سنوية تهم جميع المواطنين. ولم يخف رئيس اللجنة العليا المشرفة على الميدان الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، اعتزازه بالمناسبة الأخيرة كما اعتز بالمناسبة الأولى من قبل، ليقول عن سباق الهجن الذي أقيم بمناسبة مهرجان الاحتفال بسلامة خادم الحرمين الشريفين تحت عنوان "الحمد لله على السلامة"، إن "إقامة السباق تجسد مشاعر الفرح والابتهاج التي يعيشها أبناء هذا الوطن الغالي وخاصة المهتمين برياضة سباقات الهجن بما أنعم الله به عليهم بسلامة والدهم وقائدهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي مهما عملنا له فلن نوفيه حقه". ويدخل الحفاظ على التراث الأصيل من خلال رياضة سباق الهجن، ضمن أهداف إنشاء هذا الميدان، الذي أصبحت معه "النعيرية" مركز تجمع ونقطة التقاء في الموعد السنوي لأبناء المملكة ودول الخليج العربي، وموقع اهتمام لرجال الأعمال بالمملكة والمهتمين بالرياضة، حيث انصبت إسهاماتهم الفاعلة على دعم وتشجيع سباقات الهجن، الأمر الذي ثمنه المسؤولون، وقال عنه الأمير تركي بن محمد بن فهد إننا: نثمن الإسهامات الفاعلة لرجال الأعمال بالمملكة والمهتمين بالرياضة في دعم وتشجيع سباقات الهجن من خلال المشاركة في تقديم الجوائز التحفيزية للفائزين في إطار حرصهم على الحفاظ على هذه الرياضة العربية الأصيلة التي تعد من أهم الرياضات في المنطقة العربية والخليجية بصفة خاصة لارتباطها الوثيق بتاريخ وتراث وأصالة المنطقة وبوصفها رياضة الآباء والأجداد. ومن جانب اقتصادي، يرى محافظ النعيرية سليمان بن حمد بن جبرين، أن إنشاء الميدان سينعش المحافظة اقتصاديا وسيضاف إلى ما تقيمه النعيرية من فعاليات اشتهرت بها مثل "جائزة المملكة لسباق الصقور" و"المخيم الربيعي لخدمة المتنزهين". وشهد عصر يوم الجمعة 20/11/2009م، افتتاح أميرالمنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، ميدان الملك فهد لسباق الهجن بمحافظة النعيرية، ووضعه حجر الأساس. وكان الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، تكفل بإنشاء ميدان سباق الهجن بمحافظة النعيرية، وأطلق عليه اسم الملك فهد ليصبح مسماه "ميدان الملك فهد لسباق الهجن بمحافظة النعيرية”، والميدان موقع متكامل الخدمات والمرافق، وتم فيه حفر بئر ارتوازية للسقيا ولتغذية الموقع وسفلتة الطريق المتفرع من طريق أبو حدرية إلى موقع الميدان، وخصصت فيه مساحات لحظائر الإبل لأصحاب الهجن تبلغ مساحتها 10 آلاف متر مربع، حيث تم توزيع 800 موقع لملاك الهجن من المواطنين وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي. والميدان يقع على بعد 13 كيلومتراً من محافظة النعيرية، ويبلغ طوله 8 كيلومترات، وقد تمت سفلتة 26 كيلومترا من الطرق داخل الميدان وخارجه.