دخل الجيش السوري أمس بالدبابات إلى بانياس غداة تظاهرات تصدت لها القوات الأمنية بالنار، فيما اقترح محتجون حلولا للخروج من الأزمة أبرزها تنظيم "انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة أشهر". وأفاد ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن الجيش السوري دخل بانياس إحدى معاقل حركة الاحتجاج على النظام، بينما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة. وقالوا إن الدبابات دخلت في وقت مبكر وتحاول التوجه إلى الأحياء الجنوبية في المدينة معقل المتظاهرين. وشكل السكان "دروعا بشرية" لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الأحياء، بينما تجوب زوارق الجيش قبالة سواحل الأحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها. من جهة أخرى، تطوق دبابات قرية البيضا المجاورة. ويأتي ذلك غداة مقتل 27 متظاهرا وإصابة آخرين بجروح بأيدي قوات الأمن السورية، بحسب ناشطين، أثناء مشاركتهم بالتظاهر في "جمعة التحدي". وأعلنت السلطات السورية من جهتها مقتل 11 عنصرا من الجيش والشرطة. وقد جرى تشييع جثامينهم "من المشفى العسكري بحمص أمس بعد أن استهدفتهم "مجموعات إرهابية متطرفة" في مناطق متفرقة من المحافظة وفقا لوكالة الأنباء الرسمية. وقال المشرفون على صفحة "الثورة السورية" في نص أقرب إلى رسالة "سيكون اعتزاز سورية الحديثة إذا استطاعت التحول من نظام ديكتاتوري إلى نظام ديموقراطي" مؤكدين أنه "أمر ممكن". واعتبروا أن "الحل بسيط" مقترحين "وقف إطلاق النار على المتظاهرين والسماح بالتظاهر السلمي وخلع جميع صور الرئيس وأبيه في الشوارع والإفراج عن جميع معتقلي الرأي وفتح حوار وطني والسماح بالتعددية الحزبية وتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة أشهر". وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها معارضون للنظام اقتراحات شاملة لوضع حد لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سورية. ومن جهتها قالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية" إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 800 مدني على الأقل في الاحتجاجات منذ سبعة أسابيع. وتابعت أن من بين القتلى 220 قتلوا في هجوم للجيش مدعوم بدبابات في مدينة درعا. وطالب المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان الذي يضم 47 دولة بضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة "للتحقيق في أعمال العنف وإهدار حقوق الإنسان في سورية". وطالب المجلس بضرورة اتخاذ قرارات دولية أكثر حزما في مواجهة تصعيد العنف ضد المدنيين. وحذر من ورود تقارير تشير إلى استخدام النظام السوري لأسلحة محظورة دوليا ضد الشعب منها الذخيرة الانشطارية". وكانت الولاياتالمتحدة قد هددت في ردها على قتل قوات الأمن السورية 27 محتجا أول من أمس باتخاذ خطوات جديدة ضد الحكومة السورية "إذا لم تكف عن قتل وإرهاق شعبها". وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جاي كارني في بيان إن "الولاياتالمتحدة تعتقد أن تحركات سورية المؤسفة تجاه شعبها تبرر ردا دوليا قويا". وأضاف البيان "في ظل عدم وجود تغيير ملموس في الأسلوب الحالي للحكومة السورية بما في ذلك وقف قتل الحكومة للمحتجين، ستقوم الولاياتالمتحدة وشركاؤها الدوليون باتخاذ خطوات إضافية لتوضيح اعتراضنا القوي على أسلوب معاملة الحكومة السورية لشعبها".