طلبت الإدارة الأميركية من باكستان تسليم قائمة بأسماء الخلية "إس" في المخابرات العسكرية المعنية في الحرب ضد الإرهاب لدراسة فيما إذا كان بعض أفرادها كان على اتصال بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من خلال مقارنة الأسماء مع المعلومات الموجودة لديها عن معارف بن لادن التي حصلت عليها من كمبيوتره الخاص بعد مقتله الأحد الماضي. وكان الرئيس الأميريكي باراك أوباما توجه إلى قاعدة عسكرية بولاية كنتاكي أول من أمس لتقديم الشكر للقوات الخاصة التي نفذت عملية قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في مخبئه بباكستان. وقام أوباما بتكريم وحدة القوات الخاصة في اجتماع أحيط بالسرية في قاعدة فورت كامبل بعد 5 أيام على الإعلان عن قتل زعيم القاعدة. وأبلغ أوباما مجموعة من الجنود المبتهجين الذين عادوا لتوهم من مهمة في أفغانستان "أنتهز الفرصة لكي أقول باسم كل الأميريكيين والشعوب في أنحاء العالم: المهمة أنجزت". وقال أوباما إن "تنفيذ العدالة في بن لادن" أظهر أن استراتيجيته للحرب في أفغانستان تحرز تقدما وكرر تعهده بالبدء في سحب القوات الأميركية من هذا البلد خلال الصيف الحالي. وتنتشر تكهنات قوية بين الأوساط العسكرية والسياسية حول احتمال استقالة رئيس المخابرات العسكرية الخارجية الباكستانية (آي.إس.آي) الجنرال أحمد شجاع باشا، نظرا لتعرضه لموجة من الانتقادات لأنه لم يكن على علم بتواجد أسامة بن لادن لمدة 6 سنوات في مدينة أيبت أباد وبالقرب من أكاديمية كاكول العسكرية. واعترف رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفاق كياني بوجود تقصير في أداء المخابرات العسكرية وأمر بالتحقيق في الأمر. كما تعرضت المخابرات العسكرية لموجة واسعة النطاق وغير مسبوقة من النقد في أجهزة الإعلام الباكستانية لأن تقصيرها أدى إلى إحراج كبير للمجتمع المدني وللمؤسسة العسكرية والحكومة. وعلم أن الجنرال أشفاق كياني أرسل الجنرال باشا لواشنطن ليثبت لكبار المسؤولين الأمريكيين، أن المخابرات لم تكن على علم أو اتصال بأسامة بن لادن قبل تقديم استقالته من الجهاز. من جهة ثانية أظهر استطلاع للرأي العام الباكستاني أجرته جامعة كامبرج على عينة عددها 1039 أن 66 % من الباكستانيين يعتقدون أن الشخص الذي قتل في الغارة الأميركية الأحد الماضي على مجمع في حي بلال في أيبت أباد هو شخص آخر وليس أسامة بن لادن. واختيرت العينة من المثقفين الباكستانيين الذي يسكنون في مدن إسلام أباد وكراتشي ولاهور. ونظرا لأن الاستطلاع لم يشمل الباكستانيين في القرى والأرياف فإن النتيجة مذهلة حقا لأن غالبية الناس في القرى والأرياف الذين يشكلون 75 % من تعداد السكان يعتقدون أن بن لادن مازال على قيد الحياة. ويرى 48 % أن بن لادن لم يكن مسلما حقيقيا ويعتقد 35 % أن بن لادن متهم بالقتل الجماعي بينما يعارض 42 % ذلك. ويعتقد 35 % أن بن لادن أعلن حربا على باكستان بينما يعارض ذلك 45 %. ويعتقد حوالي 50% أنه لا توجد علاقة بين المخابرات العسكرية الخارجية (آي. إس .آي) وتنظيم القاعدة. عارض 75 % الغارة الأميركية على أيبت أباد. يعتقد أقل من 25 % أن بن لادن كان العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001. من جهة أخرى تعهد مسلحون صوماليون على صلة بالقاعدة، أمس بالانتقام لمقتل بن لادن وقالوا إن موته لن يؤثر على قتالهم للإطاحة بالحكومة الصومالية. وقال المتحدث باسم الشباب الشيخ علي محمد ريجي للصحفيين أمس، إن الحركة ستضاعف من جهادها وستهزم أعداءها مضيفا أن بن لادن ليس الشهيد الأول. وتابع أن الحركة لن تحيد عن طريق بن لادن وستواصل الجهاد إلى أن تذوق الموت الذي ذاقه زعيم القاعدة أو تحقق النصر وتحكم العالم أجمع. وأعلن مكتب الرئيس الأفغاني حامد قرضاي في بيان أمس أن موجة التفجيرات التي استهدفت مقار حكومية في مدينة قندهار، جنوبأفغانستان، أول من أمس هي عمل "ثأري" لمقتل بن لادن نفذه متطرفون. وقال "إن القاعدة واتباعها المتطرفين الذين منيوا بنكسة فادحة بتصفية بن لادن في الأراضي الباكستانية، حاولوا إخفاء هذه الهزيمة بقتل مدنيين في قندهار والانتقام من الأبرياء في أفغانستان".