لم يجد تجار الماشية بدائل أمامهم لإطعام مواشيهم عوضا عن الشعير الذي بدأت أزمته تلوح في الأفق منذ نحو أسبوعين من الآن، سوى الاتجاه نحو الخضراوات والفواكه، يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه لجنة المواشي بالغرفة التجارية والصناعية في جدة أن هنالك حاجة إلى دعم عاجل فيما يخص القضاء على أزمة نقص معروض الشعير، مطالبة بالوقوف في وجه المتسببين في حدوث هذه الأزمة. وفي هذا السياق كشف أخصائي الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة الدكتور محمد يحيى الصيادي في تصريح إلى "الوطن" أمس عن لجوء تجار إلى إطعام مواشيهم خضراوات وفاكهة؛ للتغلب على أزمة الشعير الحالية، موضحا أن ذلك يضر بصحة هذه المواشي وينعكس سلبا على صحة الإنسان لعدم جودة لحومها وألبانها. وطالب الصيادي بضرورة إنشاء مصانع لإنتاج الأعلاف الصناعية كحل بديل لأزمات الشعير، وقال: "إن مثل هذه الأعلاف توفر ثروة غذائية عالية للحيوانات، في ضوء وجود 9 ملايين رأس من الأغنام، و800 ألف من الإبل و4 ملايين من الماعز بالمملكة، تتطلب أن نحتاط للحفاظ على هذه الثروة". من جهته قال رئيس لجنة المواشي بالغرفة التجارية بجدة سليمان الجابري: "لجوء بعض تجار المواشي إلى إطعام أغنامهم الفواكه والخضراوات، تسبب في رفع أسعار بعض الفواكه والخضراوات، ومنها الخيار والبطاطس والطماطم"، محذرا في الوقت نفسه بعض صغار تجار المواشي، من لجوئهم إلى ذبح الإناث من الأنعام، بعد بلوغ نسبة خسائرهم في سوق المواشي بين 30 و40%، مبينا أن ذلك سيؤثر مستقبلا على تكاثر الأنعام. وأوضح الجابري أن مليون رأس من الماشية تحتاج إلى دعم عاجل، لاتخاذ قرارات عاجلة من الجهات المعنية، للوقوف في وجه المتسببين في حدوث أزمة الشعير، مبينا أنه ارتفع سعر كيس الشعير من 13 ريالا، إلى 45 ريالا في غضون فترة ليست بالطويلة، مشيرا إلى أن هذه الارتفاعات دفعت بعض التجار للتخلص من مواشيهم سواء بالبيع، أو إطعامها الفواكه والخضراوات. من جهته يرى الخبير الاقتصادي عبدالرحمن القحطاني أن إشكالية شح الشعير تعود لانتشار السوق السوداء، فضلا عن غياب الشفافية لدى بعض الجهات المختصة، مؤكدا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين قدمت دعما كافيا لحل الأزمة بلغ نحو 2 مليار ريال، إلا أنه استدرك قائلا: "الإشكالية لا تزال قائمة لعدم توافر دراسة واضحة من قبل الجهات المعنية لحل الأزمة واستيعاب الشكاوى". وأضاف القحطاني: "المملكة تستورد نحو 50% من حجم المعروض في السوق العالمية، وتقوم بتخزين واستيراد نحو 7 ملايين طن، وهذا المخزون يكفي لسد الطلب، إلا أن المشكلة تكمن في أن بعض التجار يخططون لانتشار السوق السوداء والتلاعب بالأسعار، فالسوق تتحكم فيها سلوكيات عجيبة كما حدث في أزمة الحديد والأسمنت وغيرهما من الأزمات من قبل". وأشار القحطاني إلى أن الحل يكون في مراقبة الموردين والموزعين، وحصر أعداد المربين وتنفيذ نظام إلكتروني للحد من التجاوزات، وتوزيع نقاط التوزيع في جميع مدن المملكة وتأمين شاحنات نقل الشعير المستورد وحماية الشحنات من الاستيلاء والنهب. إلى ذلك أكد تاجر الخضار في جدة موسى الحربي، أن سوء الأحوال الجوية وأزمة الشعير سببان رئيسيان في ارتفاع أسعار بعض الخضراوات، مؤكدا بلوغ سعر كيلو الطماطم 7 ريالات، فيما وصل سعر كيلو الخيار إلى 12 ريالا، مبررا ذلك بتأثرهما بارتفاع الطلب. من جهته قال عوض الجهني وهو تاجر خضار آخر: "تدافع تجار الماشية على شراء أعداد كبيرة من صناديق الخيار والطماطم، أدى إلى شح توفرها في السوق المحلية".