رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إقحام نفسه في قضية عرض الرشوة الذي تلقاه حارس مرمى الفريق الكروي الأول في نادي نجران جابر العامري لتسهيل فوز الوحدة على فريقه في دوري زين السعودي للمحترفين، وهي القضية التي كشفت عنها "الوطن" في عددها الصادر الجمعة الماضية، معتبراً أن أمرها يبقى شأنا محلياً بحتاً. وأوضح ضابط الاتصال في الفيفا في معرض رد تلقته "الوطن" على آليات تعامل الفيفا مع مثل هذه الحالات، وقال "الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يتدخل في الشؤون المحلية لأي اتحاد أهلي، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بالدوري المحلي، وذلك عملاً بالنظام العام الخاص بالجمعيات والاتحادات الأهلية". وقال ضابط الاتصال في رسالة بريد إلكتروني تلقتها "الوطن" منه "إن المادة ال70 في الفقرة الثانية الخاصة باللجنة التأديبية تنص على أنه لا يحق للاتحاد الدولي لكرة القدم، ولا لأي جهة أخرى مثل المحاكم التشريعية في البلد التحقيق في قضية الرشوة أو أي قضية أخرى ذات مساس بكرة القدم، وأن هذه القضايا تخص اللجنة التأديبية في الاتحاد المحلي، وهي الكفيلة باتخاذ الإجراءات النظامية حسب ما تنص عليه اللوائح الداخلية في الاتحاد المحلي المعني". وجاء رد مارك ليفند أنباء عن إمكانية اللجوء إلى القضاء الإداري لبحث قضية العامري الذي كشف بالتنسيق مع رئيس ناديه عن تلقيه عرضاً لتسهيل فوز الوحدة في لقاء الفريقين مقابل حصوله على مبلغ 20 ألف ريال. من جهة أخرى، وعلى صعيد ذي صلة، أكد الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبدالهادي أن الشكوى الرسمية التي قدمها نادي نجران بالحالة، والتي أرفق معها مستندات ووثائق تتعلق بها قد وصلت رسمياً إلى أمانة الاتحاد، التي أحالتها إلى اللجنة القانونية في الاتحاد السعودي لكرة القدم. وأوضح العبدالهادي "اطلعت الأمانة على ملف الشكوى التي تقدم بها نادي نجران بخصوص مباراته أمام الوحدة ضمن مسابقة دوري زين السعودي وما صاحبها من ملابسات واتهامات، ورأت الأمانة العامة إحالة ملف الشكوى المشار إليها إلى اللجنة القانونية بالاتحاد لدراستها من جميع جوانبها القانونية والرياضية والانضباطية، وإصدار التوصيات حيال الإجراءات التي سيقوم بها الاتحاد السعودي أو لجانه وذلك خلال أسبوعين من تاريخه". وأكد الأمين العام على أن على جميع الأطراف ذات العلاقة أو الصفة أو المصلحة عدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية حيال هذه القضية حتى انتهاء التحقيقات وتكشف الحقائق، موضحاً أن التصريحات الإعلامية غير المنضبطة هي محل عقوبة انضباطية وفق لائحة العقوبات، مؤكداً أن الأمانة العامة للاتحاد ستعلن المستجدات في هذه الشكوى في حينه بما يتفق مع الأنظمة واللوائح القانونية والإعلامية والرياضية. من جهتها أشارت مصادر إلى احتمال الاستماع لأقول رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم، ومدير كرة النادي صالح آل قميش، والحارس العامري، وشاهدين من لاعبي الفريق هما محسن النجراني والحارس حسين هادي اللذان استمعا لمكالمة دارت بين العامري واللاعب تركي الثقفي، إضافة لاستدعاء الطرف الذي قام بتحويل المبلغ لحساب العامري. وقال آل مسلم إنه مستعد للإدلاء بما لديه من أقوال عند طلبه، مشيراً إلى أنه سيكتفي بما صرح به ل"الوطن" وبعض القنوات الفضائية، ولن يتحدث للإعلام عن قضية الرشوة، وقال "سأترك المجال للأمانة العامة للاتحاد لتأخذ إجراءاتها". وأضاف "سيتم تكليف محامي النادي عبدالله رجب لتجهيز ملف خاص بقضية الرشوة، ولن نستبق الأحداث وسننتظر ومعنا المحامي ما يسفر عنه التحقيق وبعدها سنتخذ كافة الإجراءات النظامية، ونحن نثق بالرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل والأمانة العامة واللجنة التي ستتولى الأمر، إلا أننا نعتبر أن ما حصل قضية خطيرة ودخيلة على رياضتنا" وتابع "شكوانا وتصاريحنا كانت واضحة ولم نتهم أي شخصية وحداوية، وكافة المعلومات ومن كان يقف خلف الرشوة بالتأكيد لدى اللاعب تركي الثقفي ومن كان معه من الوسطاء". ومن جهتها اعتذرت جماهير نادي نجران للاعب فريقها السابق ولاعب الوحدة الحالي فهد عداوي عن اتهامها المسبق بضلوعه في قضية الرشوة.