جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تمسكه ب"الشرعية الدستورية" التي تعني بقاءه في السلطة حتى انتهاء ولايته الرئاسية نهاية العام 2013، وهاجم خصومه واصفاً إياهم بأنهم "عملاء وخونة وقاطعو طرق وقتلة"، في إشارة إلى أحزاب المعارضة الرئيسية المنضوية في إطار تكتل أحزاب اللقاء المشترك .واعتبر صالح في كلمة له أمام عشرات الآلاف من أنصاره أن الجماهير التي تحتشد تأييداً لشرعية النظام الحاكم كل أسبوع بميدان السبعين بصنعاء "هي الأغلبية الشعبية التي منحته أصواتها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2006 وهي ذاتها التي تلتف مؤيدة للشرعية الدستورية القائمة في البلاد". واستهل صالح كلمته المقتضبة أمام حشود مؤيديه بالثناء على التفافهم حوله وثباتهم في إظهار مشاعر التأييد المطلق لشرعيته الدستورية. وأضاف "نؤكد لكم تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير شعبنا الرافض للعمليات الانقلابية على الديمقراطية والتعددية السياسية". ودان صالح أحداث الأربعاء الماضي والتي قتل فيها 14 شخصاً من المتظاهرين من أنصار المعارضة. وقال "ندين وبشدة الحادث الذي حصل يوم الأربعاء الماضي عندما تحركوا من حي الجامعة إلى مدينة الثورة الرياضية ليحتلوها ويعتدوا على المعتصمين المؤيدين للشرعية.. فلندينهم جميعاً، فلندين قطاع الطرق والخونة". من جهته هاجم الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام أحمد عبيد بن دغر دولة قطر متهما إياها "بتصدير الأزمات". واعتبر أن "حضور هذه الحشود في الأسابيع الماضية يمثل رسالة وطنية للذين حاولوا التآمر على الشرعية". وفي الجانب الآخر فقد شهدت العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات الأخرى أمس مسيرات جماهيرية كرست من قبل المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام السياسي "للتعبير عن مشاعر الغضب إزاء تصعيد عمليات القمع الأمني والعسكري للمسيرات والتي أوقعت عشرات القتلى ونحو خمسة آلاف جريح منذ مطلع فبراير الماضي". وأحيا مئات الآلاف من المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس "جمعة الوفاء للشهداء. وقال خطيب الجمعة "بعد 33 عاما من الحكم المتسلط يعلن صالح أن اليمن قنبلة موقوتة، ونقول من منبر الثورة إن القنبلة الموقوتة التي صنعها الرئيس صالح قنبلة منزوعة الصاعق وأن آلة التفجير هي الرئيس، فإذا رحل نزع وانتهت صلاحية القنبلة". وهاجم الخطيب الإعلام الرسمي والعاملين، قائلاً إنهم "يحرفون الأحداث والجرائم التي يرتكبها نظام الرئيس صالح، متجاهلين القتل المتعمد على حد تعبيره. وأكد في خطبتي الجمعة "استمرار صمود المعتصمين في ساحات التغيير والحرية في عموم المدن اليمنية". وقال "لن نبارح الساحات إلا بعد رحيل هذا النظام ونبني يمناً مدنياً جديداً وحديثاً". وتابع أن ورقة شق الصف التي كان يراهن عليها النظام قد خسرت، وأضاف "ورقة القضية الجنوبية أصبحت منتهية والغرض منها كان الانفصال، إخوانكم في الجنوب ثاروا طلباً لحقوقهم لأنهم ظلموا من قبل هذا النظام الذي كانوا يعتبرونه احتلالاً، لكنهم حينما شاهدوا ثورتكم السلمية تمسكوا بالوحدة اليمنية ليقولوا هدفنا واحد ومطلبنا واحد وهو إسقاط النظام".