يحتفل الفرسانيون غدا بماراثون الحريد في عامه الثامن، وسط أهازيج سكان الجزيرة، والسياح الذين يتوافدون إلى المنطقة بشكل متواصل، وأوضح المورخ إبراهيم مفتاح أن لأهل فرسان طقوسا معينة في الاحتفال بموسم صيد الحريد، ومن هذه الطقوس التي مازالت مستمرة حتى اليوم، الاحتفال بيوم الحريد في بيوت العرائس الجديدات اللواتي تزوجن خلال العام, حيث تلبس العروس كامل زينتها، وتأتي النساء والأطفال للاحتفال في بيتها، وذلك إحياءً للعادات القديمة، التي تجسد دور المرأة في الاحتفالات الشعبية. وأشار مفتاح إلى أن الفرسانيين يسمون سرب الحريد الواحد "سوادا"، وجمعها "أسودة"، وبمجرد أن يلاحظ الفرسانيون السواد يتجه مجموعة من كبارالصيادين الذين تم اختيارهم مسبقا إلى البحر للقيام بعملية تجميع الحريد، فيما يظل الجميع على الشاطئ في وضع الاستعداد . ويضيف "تبدأ عملية تجميع الحريد بأن يقوم الصيادون بلف الشباك (الأدوال كما يسميها الفرسانيون) حول مجموعة الحريد كل مجموعة على حدة. حيث يقوم الحريد بالتكور حول نفسه، والدوران بشكل مستمر دون أن يصطدم بالشباك في حركة دفاعية. ثم يستمرالصيادون في ذلك حتى يجمعوا معظم الأسودة (المجموعات) . بعد ذلك يقومون بضم جميع المجموعات في مجموعة واحدة كبيرة. وأشار مفتاح إلى أنه "في تلك اللحظة التي يصل فيها الجميع للحالة القصوى من الاستعداد والصمت، والتي يكون فيها مع كل شخص شبكة صغيرة، يطلق أمير منطقة جازان إشارة البدء لبداية الماراثون، ومن ثم يصرخ كبير الصيادين بأعلى صوته بكلمة مشهورة ينتظرها المئات على الشاطئ قائلا "الضوينيو" ومعناها "الهجوم" ، فينطلق الناس جميعا صغارهم وكبارهم إلى البحر، كل يحاول الحصول على أكبر كمية من الحريد داخل القفص الذي بيده، وتختلف الكمية من شخص لآخر , فهناك من يحصل على بضع سمكات، وهناك من يحصل على كميات كبيرة" مشيرا إلى أن من فعاليات المهرجان مسابقة لمن يمسك أكبر كمية من الأسماك. وبين مفتاح أن محصول هذا العام من أسماك الحريد كبير جدا، بخلاف الأعوام السابقة، وفاق التوقعات، مضيفا أن هناك زوارا بالمئات وعبّارتان لاتكفيان لنقل الزوار والسياح، متسائلا عن مطار فرسان، قائلا "تم اعتماده، وخصصت الأرض، واستخرجت الرخص اللازمة، ولكن لم نر شيئا على الأرض"، مناشدا المسؤولين بتوفير وسائل مواصلات لنجاح المهرجان. وعن دور المرأة في مهرجان هذا العام أضاف أن المرأة كان لها دور هام في المهرجانات السابقة، ولكن للأسف أصبح دورالمرأة ضعيفا في المهرجان"، وعزا السبب إلى الجهات الإشرافية، مضيفا أنه أجبرعلى الاستعانة بقريباته للمشاركة في المهرجان. وأوضح مفتاح أن مدرسة تحفيظ القرآن للبنات سوف تشارك في المهرجان بمجموعة من الفتيات، مشيرا إلى أنه في العام الماضي أقيم مهرجان نسائي، ونجح نجاحا باهرا، منتقدا في الوقت نفسه ضعف دور المرأة.