كلفت الأطراف المشاركة في الحكومة العراقية رئيس البلاد جلال الطالباني بمهمة إقناع الأطراف العراقية بقبول طلب الجانب الأميركي ببقاء بين 15و20 ألف جندي بعد انسحاب القوات نهاية العام الحالي في إطار تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين البلدين، حسبما أكد نائب عن ائتلاف دولة القانون مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ل "الوطن " إن "توجه الأطراف العراقية يميل إلى الموافقة على الطلب الأميركي لكنها تتردد في إعلان مواقفها الصريحة، وتنتظر الموقف الرسمي لغرض عرضه أمام البرلمان لاتخاذ القرار المناسب". وعلى الرغم من إعلان الحكومة رفضها تمديد بقاء القوات الأميركية كشف النائب عن ائتلاف الكتلة الكردستانية محمود عثمان عن وجود ضغوط من الولاياتالمتحدة على العراق لإبقاء جزء من قواتها. وقال ل "الوطن" إن "الجانب الأميركي يمارس ضغوطا على العراق لإبقاء بحدود 15-20 ألف جندي بعد الانسحاب ، على أن يتم ذلك بموجب طلب من الحكومة، وهناك خلاف بين الأطراف العراقية، ولابد من حسم الموضوع وبما يحقق المصالح الوطنية". من جانبها أكدت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، أن تمديد الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن من اختصاص الحكومة حصرا، مبينة في بيان أن دور البرلمان يقتصر على التصويت بالرفض أو القبول بالاتفاقية، داعية الحكومة والشعب العراقي إلى المطالبة بتعويضات مالية عما ارتكبته القوات الأميركية خلال وجودها وإعادة جميع الوثائق والآثار والأموال العراقية بعد رفع الحماية عنها. على صعيد آخر شهدت العاصمة بغداد أمس إجراءات أمنية مشددة وانتشارا مكثفا للقوات الأمنية في العديد من الشوارع .وتم إغلاق عدة أحياء سكنية في جانبي الكرخ والرصافة لورود معلومات استخباراتية تفيد بوجود سيارات مفخخة تستهدف أماكن عامة. ومع استمرار تنفيذ عمليات الاغتيال بكاتم الصوت والعبوات اللاصقة، واتباع تنظيم القاعدة أسلوب كهذا، أصيب ضابط بالجيش العراقي برتبة عميد ركن صباح أمس بانفجار عبوة لاصقة في سيارته الرسمية بمنطقة العامرية غرب العاصمة. كما أدى انفجار قنبلة قرب مدخل كنيسة في بغداد أمس حيث احتفل المسيحيون بعيد القيامة إلى إصابة اثنين من رجال الشرطة ومدنيين اثنين. وتزامنا مع زيارة المالكي إلى كوريا الجنوبية يوم غد انتشرت قوات أمنية على الطريق الرابط بين المنطقة الخضراء والمطار لتأمين الطريق باستخدام آليات كشف العبوات والمتفجرات. على صعيد آخر، يزور العراق حاليا وفد إدارة الشؤون الإنسانية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية السفير عطاء المنان بخيت، لإجراء لقاءات مع المسؤولين في الحكومة العراقية. وأوضحت المنظمة في بيان أمس، أن زيارة الوفد تأتي عقب الجولة التي قام بها الأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي في العراق منتصف مارس الماضي التي التقى خلالها القيادة السياسية العراقية وعددا من الرموز السياسية هناك.