لم تحل فوضى التنظيم ورداءة الهندسة الصوتية في قاعة مكارم بفندق الماريوت دون افتتاح الفعاليات الثقافية لمهرجان الجنادرية أمس وسط حضور متوسط تابع ندوة "الغرب والإسلاموفوبيا.. رؤية المفكرين" غابت عنها رئيسة حوار الأديان بوزارة الخارجية النمساوية سابينا كروز التي لم تصل إلى المملكة حتى أمس. وقال العراقي رشيد الخيون: إن وصف الإسلاموفوبيا مبالغ فيه من قبل المثقفين الغربيين ومثقفينا أيضا، وكأننا في عصر الفتوحات أو حروب القرون الوسطى. وبيّن أن ملايين من المسلمين يعيشون في الغرب ومؤسساتهم الدينية والمدنية مجاورة لسكنى الغربيين وغالبيتهم يستفيدون من القوانين الاجتماعية الأوروبية. ذاكرا أنهم لم يتأثروا بالإرهاب الذي ضرب لندن في يوليو 2005. وأوضح الخيون أن إسلامية أوباما من خلال أبيه لم تمنع الأميركيين من منحه أصواتهم. وشدد الخيون في حديثه الذي استمتع به الحضور على أن المجتمعات الأوروبية أخذت تميز بين الإسلام والإرهاب، وقال: هذا ما نسمعه في خطابات المسؤولين وما نقرأه في كتب مثقفيهم. وتناول الخيون قصة العشاء الأخير بالجنة، وهو حلم الانتحاريين القادم على الموت، وبيّن أن الحال وصل إلى هلع العراقي من ملتح يرتدي الثياب القصيرة داخل أحد أسواق بغداد بل إن الصلاة بالمساجد أخذت تؤدى تحت الرعب والفزع بمناطق العراق. وتابع الخيون أن حرق الكتب والعنف الديني دفع الباحثة البريطانية كارين أرمسترونج للقول في كتابها "محمد" إن الغربيين ذهلوا من ردة فعل العالم الإسلامي ضد كتاب "الآيات الشيطانية" لسلمان رشدي ما عاد بالذاكرة إلى المجتمعات الغربية وممارسات الحرق التي كانت تقوم بها الكنيسة في القرون الوسطى وأن الكتاب لم يشتهر لولا فتوى القتل التي أصدرها الخميني 1989 مستدلا بمسرحية "محمد" لفولتير التي لم تشتهر كشهرة كتاب آيات شيطانية على الرغم من أنها كانت ضد الكنيسة. وأشار الخيون إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان. لافتا إلى أن زيارة الملك عبدالله للفاتيكان أعطت رسالة للغربيين والأوروبيين بأنه لا فوبيا من الإسلام، فالملك يمثل الحرمين والبابا يمثل الكاثوليكية، واختتم الخيون حديثه بأن مخاوفنا من الغرب ليست دينية وإنما لأسباب سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى، فالسيطرة الغربية الطويلة وما صاحبها من هيمنة ونهب للثروات تركت في ذاكراتنا كراهية ثم جاءت قضية فلسطين فصار الإسلام بمواجهة الغرب السياسي لا المسيحية. فيما رأى الباحث في موسسة الأهرام سعيد اللاوندي أن الإسلاموفوبيا ظاهرة جديدة أذكت نيرانها جملة الأحداث الإقليمية والدولية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في بدايات الألفية الثالثة. وبيّن أن الإسلام هو مصدر الإسلاموية وهي مصدر الإرهاب ومعناها الاجتهادات العقلية والفكرية التي يقدمها البعض تفسيرا للدين الإسلامي. ورأى اللاوندي بقوله هناك اتجاه سياسي وفكري في أوروبا وأميركا يسعى إلى "أبلسة" الجاليات العربية والإسلامية وتصويرها على أنها سرطان ينخر في عظام المجتمعات الغربية. مبينا أن الجمعيات والمنظمات الإسلامية في أوروبا شربت حتى الثمالة من أيديولجية الإخوان المسلمين وأن خطابها الديني قنبلة موقوتة سوف تنفجر في الجسد الأوروبي. مؤكدا في نهاية حديثه أن الوجود العربي والإسلامي بات مهددا إن لم يكن بالطرد والإقصاء فسيكون بالتحجيم والتهميش. بينما أكد أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود مفرح القوسي على أنه لا بد من التصدي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" ومواجهتها بموضوعية انطلاقا من الواجب الديني والضرورة الثقافية. ورأى الباكستاني أنور صديقي أن سوء الفهم أمر تقليدي للغرب، وطالب بأن يسود الفهم المتبادل السليم للإسلام، وأكد أن الإعلام الغربي ساهم بشكل كبير في نشوء الإسلاموفوبيا، حيث إنه أزاح المعتدلين واهتم بالمتطرفين وغيّر النظرة.