أخيراً، وبعد توقف 81 يوماً بالتمام والكمال، تعود عجلة بطولة الدوري المصري الممتاز لكرة القدم للدوران مجدداً، وسط حالة ترقب مصحوب بالخوف والقلق الشديدين وتوقعات باندلاع أحداث شغب جماهيرية على غرارأحداث مباراة الزمالك والأفريقي التونسي في دوري الأبطال الأفريقي، وهي المباراة التي أقيمت بالقاهرة وشهدت نهايتها أحداث شغب باقتحام جماهيرالزمالك أرض الملعب مما أدى إلى إلغاء اللقاء، وهي الحادثة التي ألقت بظلالها القاتمة، ودعت كثيرين للمطالبة بإلغاء البطولة، بعد إلغاء بطولة كأس مصر. ويأتي استئناف البطولة المحلية وسط اعتراضات كثيرة إعلامية وجماهيرية، في ظل استمرار الفراغ الأمني، ورفض وزارة الداخلية القيام بمهام عملها بشأن تأمين المباريات، قبل أن تتراجع بعد رفض كل الأندية تحملها مسؤولية تأمين لاعبي الفريق المنافس وطاقم الحكام والجماهير. وتوقفت البطولة مع اندلاع ثورة "25 يناير"، ودفع المنتخب الوطني الأول وناديا الزمالك والإسماعيلي ثمناً غالياً لفاتورة تجميد النشاط لقرابة ال3 أشهر، حيث مني المنتخب المصري بهزيمة أمام نظيره الجنوب أفريقي في تصفيات أمم أفريقيا، فيما ودع الزمالك مبكراً دوري الأبطال الأفريقي علي يد الأفريقي التونسي، وودع الإسماعيلي بطولة كأس الاتحاد "الكونفيدرالية" بالهزيمة أمام بطل كينيا برباعية نظيفة في مباراة الرد في نيروبي بعد فوز بطل مصر ذهاباً عليه في عقر داره 2/ صفر، ونجا الأهلي بصعوبة وتأهل للدور ثمن النهائي على حساب سوبر سبورت الجنوب أفريقي بالفوز 2/ 1 في مجموع المباراتين. والغريب أن استئناف البطولة لم يكن برغبة عدد من الأندية رغم اعترافها أن تجميد المسابقات وضعها على شفا حفرة من إعلان وإشهار إفلاسها، وضغطت الأندية المهددة بالهبوط لدوري الدرجة الثانية بكل قوتها لإلغاء المسابقة لدواع أمنية. ويعتلي الزمالك قمة الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن الإسماعيلي وست نقاط عن الأهلي الخامس. ويستهل الزمالك مشواره في الدوري غداً بمباراة صعبة ضد حرس الحدود الحادي عشر، أما الأهلي فقد يكون المستفيد الأكبر من التوقف حيث أعطى ذلك فرصة لمدربه مانويل جوزيه لتدارس الوضع وخوض عدد من الوديات لتحسين وضع الفريق الذي يلتقي اليوم مع الشرطة الثالث بنفس عدد نقاط الأهلي (26 نقطة). ويبدأ الإسماعيلي بمهمة أسهل أمام بتروجيت، فيما يشهد قاع الجدول مواجهات ساخنة حيث ستكون أندية الاتحاد السكندري، ووادي دجلة، والمقاولون العرب وسموحة تحت ضغط شديد.