تغيرت طبيعة القنوات الفضائية المصرية التي يجري تأسيسها بصورة كبيرة بعد نجاح ثورة 25 يناير، وأصبح الرهان الأكبر على تأسيس قنوات فضائية ذات طابع سياسي بعد أن كان التنافس الرئيس بين القنوات الفضائية يقوم على الاهتمام بالقنوات ذات الطابع الفني أو الرياضي. فعلى مدى أقل من شهرين تم الإعلان عن تأسيس العديد من القنوات الفضائية السياسية وأهمها قناة "التحرير" والتي استلهمت اسمها وفكرتها من ميدان التحرير الذي ارتبط في أذهان العالم كله بثورة الشعب المصري. وتعتمد القناة بشكل رئيس على اثنين من أهم الوجوه الإعلامية في مصر وهما الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، والإعلامي محمود سعد. وحسب ما يقوله رئيس قناة "التحرير" أحمد أبو غيدة فإنه يجري حالياً التحضير لبرنامج يقدمه كل من إبراهيم عيسى ومحمود سعد". وأضاف أن "برنامج عيسى وسعد هو برنامج توك شو مدته نحو ساعتين, مشيراً إلى أن "هناك برامج أخرى سيقدمها بلال فضل ونوارة نجم وعمر طاهر وشباب من ائتلاف الثورة. فيما يشير محمد مراد"أحد ممولي القناة" إلى أن فكرة القناة بدأت من داخل ميدان التحرير وأن إبراهيم عيسى كان صاحب فكرة إنشاء قناة تعبر عن روح الثورة بحيث تذكر المصريين دائماً بالثورة التي قام بها الشباب، والحرية التي نجحوا في تحقيقها لمصر. ولم يتوقف الأمر عند حدود القنوات القائمة على شخصيات إعلامية، وإنما امتد ليشمل التيارات السياسية المختلفة، فيعتزم حزب الوفد إطلاق قناة فضائية جديدة لم يستقرعلى اسمها بعد. وتعد جماعة "الإخوان المسلمين" حالياً لإنشاء قناة تعبرعن توجهاتها حسب ما أكده الكاتب الصحفي والنائب السابق بمجلس الشعب محسن راضي. وأضاف راضي قائلاً: من حق الجماعة أن يكون لها منبر إعلامي يعبر عن آرائها وتوجهاتها، وهناك بالفعل خطوات جادة لإنشاء قناة فضائية تعبر عن طبيعة البعد السياسي لجماعة الإخوان المسلمين". وهو نفس ما يؤكد عليه رئيس حزب (مصر الحرة) تحت التأسيس السفير عبد الله الأشعل، مشيراً إلى أنه "من حق كل حزب أن يكون له منبره الإعلامي الذي يسمح له بالتواصل مع الناس، لكن الأمر سيكون مكلفاً جداً، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول إمكانية سيطرة رأس المال على الحياة الحزبية في مصر. أما بالنسبة للقنوات الفضائية التي كانت موجودة قبل الثورة، فقد اتجه أصحابها إلى إنشاء قنوات ذات طابع سياسي لمواكبة طبيعة الفترة السياسية التي تعيشها مصر في الوقت الحالي، حيث اتجه العضو المنتدب لقنوات مودرن وليد دعبس إلى إنشاء قناة تحمل اسم "مودرن الحرية"، وهي قناة ذات طابع سياسي وتعتمد بالأساس على الإعلامي معتز مطر الذي ارتبط اسمه بتقديم برنامج " محطة مصر"، والذي عرف بهجومه العنيف على عدد من المسؤولين في الدولة ودفاعه عن الحريات كما كان الحال بالنسبة لقضية الشاب خالد سعيد الذي راح ضحية التعذيب على يد الشرطة المصرية. حيث يعاود مطر الظهور بنفس البرنامج. ويقول مطر إن "البرنامج يسلط الضوء على كثير من قضايا الفساد، ويهتم بقضايا الحريات، ويستلهم روحه من روح الثورة المصرية.