أكد الثوار الليبيون أنهم حققوا تقدما أمس ويسيطرون على مصب البريقة النفطي بعد معركة شديدة استمرت ثلاثة أيام. وأكد عدد من سكان البريقة أن الثوار استعادوا فعلا هذه المدينة الصغيرة ويحاولون احتواء بعض القناصة المختبئين التابعين لقوات العقيد معمر القذافي التي تراجع معظمها نحو الغرب. وأكد الثوار أنهم يسيطرون على هذه المدينة التي شهدت خلال الأيام الأخيرة مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة. وشاهد أحد المراسلين جثثا متفحمة لأكثر من سبعة من جنود القوات النظامية على الطريق المؤدية إلى بلدة البريقة الجديدة التي تبعد بضعة كيلومترات عن البريقة. وإلى جانب تلك الجثث توجد نحو عشر سيارات مكشوفة تابعة للجيش الليبي محترقة على حافة الطريق وحفرة يبلغ قطرها خمسة أمتار وعمقها متران في مؤشر إلى أن قصفا جويا من حلف شمال الأطلسي استهدف ليل أول من أمس قافلة آليات ليبية خفيفة لأنه لا شيء بين أسلحة الثوار يمكن أن يحدث مثل هذه الأضرار. ودارت معارك خلال اليومين الماضيين حول البريقة. وقال الطبيب عصام أبو حربة من قسم الطوارئ بمستشفى اجدابيا إن ثمانية أشخاص من عائلتين مختلفتين من بلدة ارغوب جنوب البريقة، قتلوا في ظروف اختلفت الروايات في شأنها. وأضاف "لكن الأكيد أن جنود القذافي ما زالوا يختبئون بين المنازل للإفلات من الغارات الجوية"، مؤكدا "اتصلت أمس بأحد سكان البريقة فقال لي إن سيارات مكشوفة يستقلها جنود أمضت الليلة في الشارع حيث منزله". إلى ذلك قال مقاتلون من المعارضة إن ضربة جوية للائتلاف الدولي أصابت مجموعة من الثوار على المشارف الشرقية للبريقة في وقت متأخر من مساء أول من أمس مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى على الأقل. ووصفت قيادة المعارضة مقتل المعارضين بأنه خطأ مؤسف ودعت لمواصلة الغارات الجوية على قوات القذافي. وقال مصطفى علي عمر أحد المعارضين المسلحين "بعض قوات القذافي تسللت بين المعارضين وأطلقت نيران أسلحة مضادة للطائرات في الهواء.. بعد ذلك جاءت قوات حلف شمال الأطلسي وقصفتهم". وألقى معظم المعارضين باللوم على عميل للقذافي لتعمده جذب النيران الصديقة على المعارضين ولكن آخرين قالوا إن معارضين آخرين أطلقوا النيران في الهواء بطريق الخطأ. وعلى بعد نحو 100 كلم غرب البريقة ما زالت جبهة أخرى مشتعلة في مصراتة التي يسيطر عليها الثوار ويستهدفها قصف دبابات وقذائف قوات القذافي. وقال الثوار إن هذا القصف تسبب بسقوط 28 قتيلا في ثلاثة أيام. وقال سكان في المدينة إن قوات القذافي شنت قصفا مدفعيا كثيفا على المدينة وهاجمت محالا تجارية ومساكن فيها. وقال أحد السكان إن قوات المعارضة صدت محاولة القوات الحكومية للسيطرة على مركز المدينة لكن القوات الموالية للقذافي شنت بعد ذلك قصفا عشوائيا على ميناء المدينة وعلى وسطها. وقال متحدث باسم المعارضة اسمه سامي "استخدموا دبابات وقذائف صاروخية ومورتر وقذائف أخرى لقصف المدينة. كان قصفا عشوائيا وعنيفا للغاية... لم نعد نميز المكان فالتدمير لا يمكن وصفه". وتابع "الجنود الموالون للقذافي الذين دخلوا المدينة عبر شارع طرابلس ينهبون المكان.. المتاجر وحتى المنازل.. ويدمرون كل شيء". وبعد أن أبدى رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل الجمعة استعداد الثوار الليبيين لاحترام وقف لإطلاق النار شرط أن توقف قوات القذافي هجومها على المدن التي يسيطر عليها المتمردون وتسمح للمواطنين المقيمين في غرب البلاد بحرية التعبير، ضربت طرابلس هذه الشروط عرض الحائط. واعتبر متحدث باسم الثوار في بنغازي أن رفض طرابلس لعرض وقف إطلاق النار المشروط يثبت أن معمر القذافي "لا يريد السلام". وقال مصطفى الغرياني للصحفيين "إنه دليل على أن القذافي لا يريد السلام. إنه يريد تكبيد الشعب الليبي اكبر قدر من الخسائر قبل أن يتنحى". وأقر المتحدث باسم المجلس الوطني بأن تردد المجتمع الدولي في موضوع تسليح الثوار "قد يطيل أمد الحرب"، لافتا إلى أن الثوار يستطيعون الحصول على السلاح من قنوات أخرى.