شاهد نحلا يشرب من صنابير المياه الموزعة في معرض شركة أرامكو السعودية في الظهران، فغير فكرة عمله النحتي التي جاء بها من الرياض، لينفذها في المعرض، ويقول للنحل "إذا لم تجدي ماءً سيسقيكِ من يده". الدكتور محمد الفارس قال ل "الوطن" إن العمل رمزي له علاقة بالإيكو آرت وهو الفن البيئي في السعودية، فهناك نقص شديد في المياه، واعتداء على البيئة النباتية والحيوانية، والفكرة بهذا العمل قائمة على الماء، فالكائنات الحية تشرب بطريقة مباشرة أكثرها وبطريقة غير مباشرة. الفارس أضاف: النحت لا يتعارض مع ما حرم الله، فنجد الرمزية والإبداع الجمالي في رسم الطبيعة لا تتعارض مع قيم الدين فالفنانون المسلمون أولا والعرب استوحوا من تاريخهم واستلهموا من بيئتهم. وعن النحاتين في المملكة قال الفارس: منهم من يرى النحت على الحجر وهو جزء من النحت، والنحت ليس فقط إزالة، هو تركيب وتشكيل جمالي له قيمة معنوية ليس بالضرورة أن يكون له وظيفة وقد يكون له وظيفة وبمختلف الخامات. هناك النحت على الخزف أحيانا والتشكيل بالحديد والخشب. ويرى الفارس أن النحات لم يأخذ حقه لأنه يوضع على الهامش، المنحوتات لا توضع بين بعضها البعض مسافة ستزيد قيمتها الفنية وتأثيرها، فالنحات - والحديث للفارس- يطمح إلى تجمع خاص. ظروف النحت تختلف عن بقية قطاعات الفن التشكيلي فمتطلباته البيئية وأفكاره مختلفة، هناك قواسم مختلفة، يجب أن تكون معارض النحت سنوية ومنظمة بطريقة صحيحة، فهذا الفن تنقصه قلة ومحدودية المعارض في بلادنا. وعن كتاباته النقدية ذكر الفارس أنه لا يسميها قراءات نقدية،إلا بالإمكان تسميتها رؤية شخصية تختلف عن ناقد متمكن ومتبحر بالفن التشكيلي، ومع الأسف لا يوجد في السعودية ناقد مع احترامي لكل الكتابات.