أكد الدكتور مطلق البلوي على تنوع وغنى ثقافة شمال غرب الجزيرة العربية، وتعرضها إلى العديد من المؤثرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر العصور التاريخية المتعددة، وما شكلته المنطقة من ملتقى للثقافات البدوية والنجدية والمصرية، مشيراً إلى تجاور وتداخل عدد من الثقافات في منطقة تبوك كالثقافة البدوية والثقافة المصرية والثقافة النجدية، وتماهيها بما يتوافق وطبيعة الشمالية الغربية الجغرافية وظروفها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية. جاء ذلك في ورقته التي قدمها في أحدية النادي الأدبي في تبوك، وأدارها إبراهيم الفندل بعنوان "التاريخ الثقافي لشمال غرب الجزيرة العربية" بحضور عدد من المهتمين. واستهل الدكتور البلوي ورقته بالإشارة إلى جغرافية شمال غرب الجزيرة العربية الطبيعية والبشرية وتاريخها القديم والحديث، وانتقل للتعريف بالثقافة بشكل عام واشتمالها على العديد من المفردات كالدين والأخلاق والقانون والعادات والتقاليد. واستعرض البلوي بعضاً من عناصر الثقافة كالبعد العقائدي والسياسي والفنون الشعبية والألعاب والقصص الشعبية (الحجاوي) في الشمالية الغربية في القرن التاسع عشر الميلادي. وتحدث رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور مسعد العطوي، في مداخلة له، عن ظهور عدد من الأنبياء في المنطقة، وما كانت تشكله من أهمية تاريخية، فيما تحدث الدكتور موسى العبيدان عما أسماه انقطاع الثقافات وتجانس ساحل الشمالية الغربية وداخلها. واعترف الدكتور البلوي، في ختام ورقته، بوجود مصاعب عديدة تواجه الباحث في التاريخ الثقافي، رغم أهمية ذلك، كون الموروث الثقافي من العوامل المهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية أمام المؤثرات السلبية للعولمة.