ناشدت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، كلا من ليبيا والتحالف الدولي المعني بتنفيذ الحظر الجوي على ليبيا أن يحترما اتفاقية لاهاي بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح (1954) وبروتوكولي هذه الاتفاقية (1954 و1999) على النحو الواجب، وأن ينفذا العمليات العسكرية بعيدا عن المواقع الثقافية. وفي رسالة موجهة إلى الممثلين الدائمين لدى اليونسكو لكل من البلدان المعنية، قالت المديرة العامة "من منظور التراث الثقافي تعتبر (ليبيا) ذات أهمية كبرى بالنسبة إلى البشرية جمعاء". وأضافت إيرينا بوكوفا "يشهد العديد من المواقع البارزة على الإنجازات التقنية والفنية التي حققها أسلاف الشعب (الليبي)، وهي تمثل بالتالي ميراثا قيما". كما قامت المديرة العامة بلفت انتباه الدول المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا إلى أن اليونسكو مستعدة للقيام بواجبها فيما يتعلق بحماية التراث الثقافي وفقا لأحكام المادة 23 من اتفاقية لاهاي. يذكر أن المادة 4 من اتفاقية لاهاي لعام 1954 تنص بوجه خاص على تعهد الدول الأطراف السامية المتعاقدة باحترام الممتلكات الثقافية الكائنة سواء في أراضيها أو أراضي الأطراف السامية المتعاقدة الأخرى، وذلك بامتناعها عن استعمال هذه الممتلكات أو الوسائل المخصصة لحمايتها أو الأماكن المجاورة لها مباشرة لأغراض قد تعرضها للتدمير أو التلف في حالة نزاع مسلح، وبامتناعها عن أي عمل عدائي تجاهها". ويشمل التراث الثقافي لليبيا خمسة مواقع مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي هي: مدينة غدامس القديمة، وهي إحدى أقدم المدن التي قامت في حقبة ما قبل الصحراء، ومواقع تادرارت أكاكوس الصخرية، ويتميز هذا المرتفع الصخري بآلاف الرسوم الصخرية ذات الأساليب المختلفة كليا، والتي تعود جذورها إلى فترة تتراوح بين 12000 قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وموقع شحات (قورينة) الأثري، وموقع لبدة الأثري (لبتس ماجنا لبدة الكبرى) ويعود إنشاء هذا الموقع إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، وتعتبر هذه المدينة بمثابة إنجاز فني فريد من نوعه في مجال التخطيط الحضري، وموقع سبراطة الأثري.