أبدى عدد من سكان محافظة العلا تخوفهم من طريق العلا- البريكة- تبوك الذي اختصر معاناة المسافرين بين المدينتين بما يقارب 340 كيلو مترًا. وأشاروا إلى المعاناة اليومية والقصص الدموية حين تحول ذلك الطريق - حسب قولهم - إلى موقع لحصد أرواح المسافرين والمارين من خلاله حتى باتوا يطلقون عليه "مشروع شلال الدماء" نظراً لضيق الطريق، ولكثرة المنعطفات، وازدحامه بشكل يومي بالشاحنات. وتبين ل "الوطن" أن الطريق أنشئ من دون أكتاف من قبل الشركة المنفذة رغم صدور قرار وزير النقل بأن تكون جميع مشاريع السفلتة على الطرق الجديدة بأكتاف. من جانبه، أوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة العلا الدكتور حامد الشويكاني في تصريح صحفي أن الطرق التي تم استحداثها أخيرا حصدت أرواح 12 شخصا إضافة إلى 98 مصابا منذ بداية العام الجديد. وأشار إلى ضرورة إنشاء مراكز للهلال الأحمر والدفاع المدني والتي سبق أن أوصى بها المجلس البلدي أخيرا لخدمة المواطنين وعابري الطريق. إلى ذلك، طالب رئيس شعبة السلامة المرورية بمنطقة المدينةالمنورة المقدم عمر النزاوي عابري الطريق بالانتباه للطرق من الحيوانات السائبة، وعدم استخدام الأنوار العالية في المساء خاصة أن الطريق زراعي، وتكثر فيه الحيوانات السائبة، إضافة إلى كثرة الهجر بين جنبات الطرق. وأشار النزاوي إلى إنشاء ميزان متحرك في الوقت الحالي بعد ملاحظة هروب قائدي المركبات من ميزان طريق خيبر، مؤكدا أنه سيتم إنشاء ميزان رسمي في المرحلة القريبة. وبيّن مدير فرع الهلال الأحمر بالمدينةالمنورة الدكتور معلا الجابري أن مسافة 50 كيلو مترا بين المراكز تمثل المعايير الدولية لإنشاء مراكز للهلال الأحمر، مضيفا أن رئيس هيئة الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز يتابع كل الشكاوى والتقارير التي تصل عن حوادث الطرق لوضع الحلول المناسبة لصالح المواطنين والمقيمين. وفي ذات السياق، قال الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بالمنطقة الرائد خالد مبارك الجهني إن إنشاء المراكز يحتاج إلى خطة مسبقة، وتبقى مسألة الموافقة على ذلك من قبل المديرية العامة للدفاع المدني، مشيراً إلى أن الدفاع المدني يغطي الحوادث التي تقع في الطرق من المراكز الموجودة على الطرق، كما يتم تعزيز تلك المراكز حسب الحاجة. وتفتقد القرى الشمالية للمحافظة والبالغ عدد سكانها حوالي 9 آلاف نسمة والمحاذية لطريق العلا- تبوك الجديد لمراكز الدفاع المدني والهلال الأحمر، وعادة ما تباشر المراكز الحوادث التي تقع على طريق العلا - تبوك من مسافة 60 كيلو مترا. وقال المواطن محمد البلوي إن طريق العلا- البريكة – تبوك وكذلك طريق العلا - شجوى -المدينة يفتقدان إلى وجود دوريات لأمن الطرق حيث إن مركز قيادة أمن الطرق بمحافظة العلا واحد، ويخدم طريق العلا - خيبر القديم منذ إنشائه إلى الوقت الحاضر. وقال البلوي إن طريق العلا - خيبر القديم لا يسلكه المسافرون إلا في حال إقفال طريق العلا - شجوى - المدينة الزراعي بسبب جريان الأودية وعادة ما يكون طريق العلا – خيبر خالياً من المركبات. وقال فهد العنزي إن طريق العلا - مدائن صالح الدائري المرتبط بطريق البريكة - تبوك يشهد هو الآخر ازدحاما أثناء فترة الدوام الصباحي من قبل المدرسين. وتكمن الخطورة في السرعة العالية التي يقود بها البعض خوفًا من التأخر عن الدوام الصباحي مما يتسبب في حوادث مميتة، كما حدث خلال الأيام السابقة والتي كان أكثر ضحاياها من المعلمين.