انشغل اليابانيون عن قوة الزلزال الذي دمر آلاف المنازل في البلاد، وأمواج تسونامي التي خلفت آلاف الضحايا مع مرور أسبوع على الكارثة، وتحولت مخاوفهم إلى المفاعلات النووية في فوكوشيما التي ازدادت خطورتها أمس. وحاولت الحكومة تبريد المفاعلات المنكوبة بخراطيم مياه محمولة في طائرات وسيارات، إلا أن نسبة الإشعاع المتزايدة حالت دون نجاح المهمة، فيما باتت بعضها مهددة بدخولها لمرحلة الانصهار، وهو ما يخشاه العالم أجمع. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن 23 شخصا من العاملين بمحطة فوكوشيما النووية وعمال إغاثة أصيبوا بجروح، فيما تعرض 20 آخرون لنسب مرتفعة من الإشعاعات وأن شخصين فقدا. في حين طار مدير الوكالة يوكيو أمانو برفقة 6 خبراء إلى اليابان أمس وهو يصف الحادث ب"الخطير للغاية". وترددت عبارات التحذير في تصريحات عدد من الخبراء في العالم، إذ قال رئيس لجنة تنظيم الطاقة النووية في أميركا جريجوري جاكزكو إن مستويات الأشعة في المفاعل رقم 4 "عالية جداً" بينما لفت خبير فيزياء نووية أسترالي إلى أن الموقف في فوكوشيما "خطير جدا جدا". وبدأت الإشعاعات في تجاوز حدود اليابان، حيث رصدت كوريا الجنوبية مستويات مرتفعة منها على ثلاثة ركاب قادمين من اليابان أمس بعد خضوعهم لفحوصات في أحد مطاراتها، فيما أقبل الصينيون على شراء كميات كبيرة من الملح الذي نفد من متاجر بكين وباقي المدن، سعيا لحماية أنفسهم من مخاطرالإشعاع. وأعلنت الشرطة الوطنية أمس عن 5621 حالة وفاة مؤكدة في 12 مقاطعة في شمال شرق اليابان، و9329 مفقودا، و2383 جريحا، وذكرت أن عدد الوفيات المتوقعة سيرتفع إلى أكثر من عشرة آلاف.