تراوحت تعليقات وآراء عدد من الكتاب والأدباء والنقاد المصريين على فوز كل من الروائية رجاء عالم بجائزة بوكر الرواية العربية في دورتها الرابعة مناصفة مع المغربي محمد الأشعري، ما بين الترحيب وبين النقد والتحفظ على المناصفة. فبينما تحفظ جابر عصفور على فكرة المناصفة معلنا رفضه لهذا النهج، لم يجد الروائي والناقد خليل الجيزاوي غضاضة فيها وقال: ليست هناك مشكلة في المناصفة بل أمر جيد أن تذهب الجائزة هذا العام لدولتين عربيتين واحدة في أقصى الغرب، وصوت نسائي من السعودية أراها سنة جديدة خاصة أنها تذهب للمرة الأولى لسيدة سعودية، وهذا يدل على أن الرواية في السعودية ليست ذكورية وإنما نحن أمام صوت نسائي ليس جديدا، ولكن بدأ يترسخ في الساحة الأدبية، فلا تزال المرأة السعودية تناضل من أجل أن تكسب مزيدا من الحرية، لذا فإن فوز رجاء بالجائزة يفتح نافذة للحرية للمرأة السعودية، وهي مثل مثيلاتها في العالم العربي تحتاج مزيدا من الحرية. وحول رواية عالم الفائزة "طوق الحمام" قال: أراها جيدة في حدود مساحة الحرية المتاحة، وعالم روائية جيدة ألقت الضوء على جانب آخر في مكةالمكرمة. رجاء فتشت عن دروب أخرى، وهذا جانب خفي آخر و شجاعة تحسد عليها، قدمت مكة ولكن ليست مكة التي نعرفها، ولكن مكة التي تعرفها هي وهذا شيء يحسب لها وهو أمر قاس بعض الشيء لمدينة مقدسة، ولكن هذا شيء وارد، وأرى أن موضوع الرواية فيه جرأة، وأحسب أن أعضاء لجنة التحكيم فطنوا لهذا الجانب. من جانبه قال رئيس اتحاد كتاب مصر، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب محمد سلماوي: إن رواية رجاء عالم لا يمكن تجاهلها، فلها تواجد يفرض نفسه على الإنتاج الروائي لهذا العالم بشكل واضح، وهي مختلفة عن رواية الأشعري وتستحق الجائزة بجدارة. أما عن اقتسام الجائزة، فقال سلماوي: أنا لا أميل إليه، لأن الفكرة الأساسية من الجائزة هي تقييم كتاب واحد وقدرة لجنة التحكيم في أن تضع يدها على هذه الرواية، ولكن يحدث في بعض الأحيان مثل هذا الاقتسام، مثلما حدث للجائزة نفسها في نسختها الإنجليزية حينما اقتسمت مرتين، وكان آخرهما عام 1992، ولكن تظل هذه المناسبات استثنائية، ولا يجب اللجوء إليها، وإن كان من مزايا قرار لجنة التحكيم هذا العام هو أنها جذبت انتباه العالم إلى روايتين عربيتين بدلا من رواية واحدة. من جانبه رحب الدكتور مرعي مدكور بفوز عالم بالجائزة مع الأشعري وقال: بشكل عام هناك نقطتان الأولى: أن من يتقدم للجائزة لا بد أن يرتضي بالنتائج، ثانيا رجاء عالم روائية كبيرة وليس من المفروض أن يشكك أحد في النتائج، والمنطق يقول من تقدم للجائزة عليه أن يرضى بنتائجها. مشيرا إلى أن من يأخذ موقف المهاجم من الجوائز من تقدم لها ولم يحصل عليها وإلا فلماذا يصمتون عندما يفوزون بها. وأضاف مدكور أتصور أن الجوائز ما هي إلا حافز أو دافع ولا أحد يكتب للجوائز ويجب للثقافة أن تتعدد جوائزها، وأنا أهنئ كل من حصل على جائزة وفي مقدمتهم رجاء عالم والمحكمون من دول متعددة. مشيرا إلى أن البيئة السعودية تستحق إضاءات كبيرة وتقدمها الرواية، وأتصور أن أهم كاتب هو عبدالرحمن منيف، والرواية ليست في مصر فقط، فهناك إبراهيم الكوني وغيره كثير ولا يجب أن ننكر الآخرين وأي علم جيد أغبطه ولا أحسده. كان من بين الرافضين للمناصفة جابر عصفور، وقال: المناصفة تفقد البوكر وأي جائزة قيمتها، فقيمة الجائزة في تفردها ومنحها لشخص واحد.. وإن كنت أهنئ الأشعري وعالم بالفوز. مؤكدا على أن الروايات الست التي ضمتها القائمة القصيرة للبوكر متقاربة المستوى، وأن المهمة بالتالي كانت صعبة أمام لجنة التحكيم. وأكد عصفور على أن الروائية السعودية رجاء عالم تستحق أن تنال الجائزة بمفردها، قائلا: عالم من أفضل كاتبات الرواية في العالم العربي، وكنت أفضل حصولها على البوكر العربية لأنها جديرة بها.