أرجع الكاتب العراقي رشيد الخيُون شيوع روح القراءة وشغف المعرفة في المجتمع السعودي إلى ما سماه القيود التي عاشها المجتمع، ورأى أن العباءة ظلت شكلا ضمن تقاليد المجتمع ولكنها لم تقص المعرفة عن المرأة السعودية. الخيُون قال إن زيارته الأولى للمملكة كسرت كل أفكاره الغائمة التي سمعها وقرأها حول انغلاقها ثقافيا وما يهيمن عليها من تشدد حيال كل فكرة حديثة، ورأى من خلال صلاته مع كثير من المثقفين والإعلاميين أنه بات لدى المثقف السعودي عمق وقوة انعكست على حراكه ونتاجه الثقافي الذي بات البعض منه يجدول اليوم ضمن قائمة أفضل الكتب مبيعا وينافس في كل المشاهد العربية. وفي إشارة من الخيون الذي التقته "الوطن" في بهو فندق"مداريم كراون" بالرياض إلى العلاقة الثقافية المتجذرة بين العراق والمملكة تحدث عن ملامح ذلك التواصل خصوصا مع منطقة"الزبير" حيث بروز أسماء سعودية في العراق في العشرية الأولى من القرن الماضي، كما حدث مع اسم الصحفي مؤسس جريدة"الرياض" ببغداد سليمان صالح الدخيل الذي توفي عام 1945. وذكر الخيون أنه وخلال زيارته للمملكة بدعوة من مهرجان الجنادرية 2010 تواصل وتحاور مع عدد من المثقفين السعوديين وتحدث عن ذلك في أحد إصداراته، حيث وجد في تلك الحوارات الكثير مما يمكن رصده والبوح به في مرحلة تحولات ثقافية تعيشها المملكة. واعتبرالخيون أن عباءة المرأة السعودية تعد شكلا ضمن التقاليد ولا يمكن اعتبارها رمزا لحجر المعرفة عنها، مشيرا إلى أن العباءة تمثل في النهاية دلالة رمزية ليس لها علاقة بالمعرفة والفكر، فهذه الأديبة مي زيادة لم تلبس عباءتها ولكنها لم تخرج عارية، وتلك عائشة بنت طلحة بن عبيدالله وهي بنت صحابي وزوجة مصعب بن عمير كانتا تكشفان وجهيهما. وأكد الخيون أن المملكة تعيش ضمن أجواء العالم الواسع الذي يموج بالأفكار والتحولات ولم تعد بطبيعة الحال معزولة في ظل تحول العالم إلى قرية حقيقية. ويظل المنطق الحقيقي –بحسب الخيون- هو التعامل مع الثروة البشرية وتنمية طاقاتها والدفع بها إلى مكانة متقدمة بالتنوير. ولم ينكر الخيون وجود بعض المتزلفين داخل المشهد السعودي ممن تناول التجربة الثقافية السعودية قراءة ونقدا وتحليلا ربما لأهداف وصولية ومادية، إلا أنه يوجد على النقيض من ذلك العشرات ممن يصعب حصرهم من العراق وخارجه ممن تعاملوا قديما وحديثا بمنتهى المصداقية مع تجربة مميزة فرضت وما زالت تؤكد حضورها في المحفل الإبداعي العربي.