اعتبر عبدالله فدعق ترؤسه إحدى جلسات مؤتمر الوسطية الذي تنظمه جامعة طيبة هذه الأيام خير مصداقية للوسطية مؤكدا أنه يعتبر نفسه في هذه المشاركة نموذجا عمليا لتحقيق الوسطية، والتي ينبغي أن يحرص عليها الجميع بدلا من التنظيرات غير المجدية. وأشار فدعق وهو يتحدث أول من أمس في منتدى الهاشمية أحد أقدم منتديات المدينةالمنورة الثقافية والذي يشرف عليه كل من طلال وطريف هاشم إلى الظلم الذي تعرض له مفهوم الوسطية متأسفا أنها أصبحت اليوم: "مجهولة وأدعياؤها كثيرين". وقال فدعق إن للسياسة أساطينها ولا يبغي لنا كدعاة أن نترك أي إنسان أن يؤثر على انتماءاتنا وقناعاتنا الفكرية الراسخة، ولم يخف فدعق في حديثه وجود إشكالات كثيرة في تطبيق الوسطية متسائلا: لماذا ظل البعض لا يحتمل الاختلاف حيث إن لديه الاستعداد أن لا يصافح كل من يختلف معه ولا يرد عليه حتى السلام. وحول دور مراكز الوسطية في كل من الأردن والكويت وغيرهما ذهب الفدعق إلى أنه صرفت عليها أموال كبيرة ولكن ظلت المسألة الغائبة في كل ذلك هي مسألة تطبيق الوسطية كسلوك وممارسة عملية. ولا نريد بحسب فدعق أن تظل الوسطية حبيسة الكتب أو قاعات المحاضرات مشيرا إلى أننا لا بد أن نسعى إلى تأصيل ونشر الوسطية مفهوما، وأن نعالج كذلك ظاهرة الغلو والانحراف السلوكي الذي ابتلي به مجتمعنا ككثير من المجتمعات، ولا بد أن يرى الناس الوسطية حاضرة على مسرح الواقع "بدلا من التنظير والكلمات التي مللنا ترديدها". واستدل الفدعق بعدد من الروايات التي أكدت أن مبدأ الوسطية مبدأ ثابت في نصوص الشريعة ولا خلاف عليه مضيفا أنه من المهم تطبيق منهج الوسطية بلغة عصرها بحيث تجمع بين الانفتاح على الحضارات مع مراعاة الخصوصيات، والترحيب كذلك بالقديم مع الانتفاع بالجديد. ومن الضروري كذلك تحقيق الثبات على الكليات والمرونة بالجزئيات. وذهب فدعق في رده عن سؤال "الوطن" إلى أنه لا يوجد في المملكة شيء اسمه أقليات حيث إن كل إنسان يعيش على تراب هذه الأرض ويتنفس هواها له نفس الحقوق ولا توجد لدينا مذهبية فكرية أو أقلية مؤكدا أن كل من يحمل بطاقة سعودية له كامل الحقوق والواجبات وهو أمر يقوله ويؤكده دائما وأبدا ولاة الأمر في بلادنا.