اختلف المتحدثون والحاضرون في ندوة "الابتزاز..المفهوم.. الأسباب والعلاج" أمس في جامعة الملك سعود حول ما إذا كان الابتزاز ظاهرة أم مشكلة، فيما وجهت في الندوة- التي حضرها وزراء ومسؤولون وأكاديميون، انتقادات لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بسبب عدم تطبيقها نظام عقوبات الجرائم الإلكترونية. وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين يعتقد أن الابتزاز مشكلة وليس ظاهرة. وقال "ليس ثمة مقارنة بين ما يعرض علينا من أمور تتعلق بالابتزاز والعنف الأسري وبين عدد السكان.. يجب ألا نهول من الموضوع". وأوضح العثيمين أن ما يحدث من ابتزاز للفتيات من خلال ما يراه أمامه في الوزارة كجهة معنية لا يعتبر ظاهرة بل هو مشكلة وحالات فردية ارتبطت بالفضاء المفتوح والإنترنت الذي قد يستخدم في الخير أو الشر. وتابع "لا أدري إن كان في وزارة الإحصاء والتخطيط إحصائية معينة تشير إلى نسبة الابتزاز لدينا". ودعا الدكتور العثيمين إلى تطبيق التوصيات التي ستخرج بها الندوة وإعداد دراسة ممولة من الجامعة والكراسي البحثية، وإقامة حملة وطنية تتعهد الوزارة بالمشاركة فيها ماديا ومعنويا، كما دعا إلى وجود خط ساخن للتبليغ عن الابتزاز، مشيداً بدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضبط حالات الابتزاز. من جهته، رفض أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور سعود الضحيان وصف الابتزاز بأنه مشكلة، مستدلا بأن هيئة الأمر بالمعروف أشارت إلى وجود 100 ألف حالة ابتزاز، كما أن دراسة حديثة من وزارة الشؤون الاجتماعية بينت أن هناك حالتي انتحار يوميا معظمهن فتيات. وتوالت الاتهامات ضد وسائل الاتصال الحديثة والصحف والكتب والروايات من قبل المدير العام لمركز "باحثات" لدراسات المرأة الدكتور فؤاد العبدالكريم. وقال إنها تروج بشكل مباشر وغير مباشر للوقوع في الحرام باسم الحب، والحرية التي تمنح للفتاة، وكثيرا ما رأينا توصيات تنادي بمنح الفتاة الحرية والاستقلالية، والاختلاط الذي انتشر في المجتمع وتأخير سن الزواج. وأضاف العبد الكريم أن هيئة الأمر بالمعروف "مأكولة مذمومة" نسبة إلى محاربتها للابتزاز. إلى ذلك، تساءلت عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة الدكتورة نوال العيد عن سبب عدم وجود إحصائية حقيقية عن الابتزاز في المملكة؟ وقالت إن سبب انتشار الابتزاز هو ضعف سبل مكافحته، كما استغربت انتشار عبارة "خلينا نجرب وش راح يضر" بين الفتيات. وبينت أن دراسة أجرتها على طالباتها كشفت أن 88% منهن لا يستخدمن وسائل التقنية بشكل جيد، مشيرة إلى أن عدم الإلمام بهذه الوسائل يساعد على ابتزاز الفتيات. أما الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبدالعزيز الحمين فقال إن من أسباب انتشار الابتزاز كثرة العمالة الوافدة ونزول المرأة إلى العمل والاختلاط، مشيرا إلى أن من بيئات الابتزاز الأماكن المغلقة للنساء كمشاغل الخياطة، وصالونات التجميل النسائية والمقاهي والصالات المغلقة والنقل الخاص والمدرسي. وأضاف الحمين أن الهيئة أجرت استفتاء في المملكة على موقعها الإلكتروني بشأن أسباب جريمة الابتزاز شارك فيه 1086 شخصا، حيث كشف الاستفتاء أن السبب الأول للابتزاز هو ضعف الإيمان وقلة الوازع الديني بنسبة 49،8% تلاه الإعلام والفضائيات الهابطة بنسبة 25،7% ثم دور الأسرة بنسبة 13،3% ورفقاء السوء 1،2%. وأشار استطلاع أجراه مركز "باحثات" لدراسات المرأة في الرياض شارك فيه 100 شخص من الجنسين إلى الأبعاد المتعلقة بقضية الابتزاز وكشف أن 98% يعتقدون أن الأسرة سبب للتعرض للابتزاز، فيما رأى 97% أن غالبية من يمارسون الابتزاز هم من الذكور.