كشف استشاري زراعة الكبد رئيس قسم زراعة الكبد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور محمد السبيل، أن نسبة فشل زراعة الكبد للمرضى السعوديين في الصين تتجاوز 60%، محذراً من الأعضاء التي تمنح لهم عبر المحكوم عليهم بالإعدام، واصفاً تلك الأعضاء بأنها غير جيدة بسبب أنها تؤخذ بعد أن يتم توقف القلب وهو ما يؤثر على العضو بشكل مباشر. جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر "تيد إكس نجد" والذي نظمته مجموعة من طلاب جامعة الفيصل أمس بقاعة المحاضرات الكبرى بمؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض، وشارك فيه نحو 15 متحدثاً ومتحدثة في مجالات الفيزياء والعلوم والهندسة وعلم النفس والإخراج والمونتاج والعمل التطوعي والطب والتكنولوجيا والرياضة ، إضافة إلى مجالات أخرى متنوعة. وأوضح السبيل أن برنامج زراعة الأعضاء في تخصصي الرياض والذي بدأ منذ عشر سنوات أجرى نحو 300 حالة زراعة كبد ثلث الحالات من متبرعين أحياء، مشيرا إلى أن معدل إجراء العمليات ارتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية ليصل بحسب التوقعات إلى 70 حالة خلال العام الجاري. ونوه بإنشاء مركز الملك عبد الله للأورام وأمراض الكبد والمزمع الانتهاء منه في غضون السنوات الثلاث القادمة والذي سيكون دافعا كبيرا لمعالجة الكثير من الحالات والتعامل مع مرضى الكبد في كافة الجوانب الوقائية والعلاجية والجراحة . وبين الدكتور السبيل أن ما بين 5 و 10% من سكان المملكة مصابون بأمراض الكبد، واصفاً إياها بأنها مشكلة وطنية يجب الالتفات لها، وهو ما يستوجب وجود مركز وطني ومنظومة متكاملة للتعامل مع مرضى الكبد. وأبرز السبيل مشكلة عدم توفر الأعضاء للمرضى المحتاجين للزراعة، وقال في هذا الإطار إن نحو 10 حالات توفيت الشهر الماضي على مستوى المملكة وهي تنتظر زراعة الكبد، وذلك بسبب عدم توفر المتبرعين إضافة إلى أن بعضهم استفحل به المرض وبالتالي صعب علاجه، داعيا المستشفيات الكبيرة بالمملكة إلى بذل المزيد من الترابط والتكامل فيما بينها تحت مظلة واحدة وردم الفجوة الكبيرة بينها. وأضاف أن برنامج زراعة الكبد في تخصصي الرياض بدأ منذ عام 1994 بفريق طبي جراحي أميركي واستمر لمدة عامين ثم فشل بسبب عدم إدراك مشاكل المتبرعين والتي هي غير موجودة في أميركا. وقال: "كان الفريق الأميركي يأخذ أي كبد تأتي دون إدراك جودة العضو ومدى ملاءمته للمريض". ويأتي مؤتمر " تيد إكس نجد" الذي يقام لأول مرة بمدينة الرياض لطرح ومناقشة الأفكار العلمية والمهنية في كافة المجالات وإمكانية تطويرها إلى واقع، كما شجع هذا المؤتمر المشاركين والمشاركات على الإبداع والابتكار، وشهد المؤتمر محاضرة لأول سعودي يتسلق قمة إفرست فاروق الزومان حول التنمية البشرية وتطوير الذات، كما قدم المشاركون بعض الأفكار الملهمة والتي ساهمت في ما تم تحقيقه من قبلهم والكيفية التي يمكن لأي شخص أن يبادر بها لطرح فكرته وتحويلها إلى واقع.