أعرب وزير الدفاع الفرنسي آلان جوبيه عن "أمله" في أن يكون معمر القذافي "يعيش آخر لحظاته" كزعيم لليبيا. مؤكدا من جهة أخرى أن الخيار العسكري ضد ليبيا ليس مطروحا في الوقت الحالي. وقال جوبيه "إن فرنسا أخذت موقفا شديد الوضوح. آمل من كل قلبي أن يكون القذافي يعيش آخر لحظاته كرئيس دولة. ما فعله وما قرر فعله أي إطلاق نيران الأسلحة الثقيلة على شعبه هو أمر غير مقبول على الإطلاق". وأضاف "يتحدثون أحيانا عن مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول، لكن هناك واجب آخر أقرته بوضوح شديد الأممالمتحدة هو مسؤولية الحماية". ولكن جوبيه أكد أن خيار التدخل العسكري الأجنبي ضد نظام القذافي ليس مطروحا في الوقت الحالي. كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن أعمال العنف التي تمارسها السلطة في ليبيا "قد تشكل جرائم ضد الإنسانية" وأنه ينبغي التفكير في "رفع دعوى أمام القضاء الدولي" بهذا الشأن. وأوضحت الوزارة في بيان أن مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة سينعقد اليوم في جنيف "بمبادرة من فرنسا وعدد كبير من الشركاء من جميع القارات". وأضاف البيان "يجري التفاوض على نص قرار يدين بشدة أعمال العنف الضخمة وغير المقبولة المرتكبة حاليا في البلاد. كما يضع النص السلطات الليبية أمام مسؤولياتها. فأعمال العنف هذه قد تشكل جرائم ضد الإنسانية". وأعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن تأييده لإجراء "تحقيق دولي" حول "الفظائع" المرتكبة في ليبيا. وقال "لدينا فلول حكومة مستعدة لاستعمال القوة والعنف ضد شعبها". وتابع أنه من "المهم تكثيف الضغط خلال الأيام المقبلة على النظام الذي يرتكب تجاوزات خطيرة". وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أعلن أن فرنسا وإيطاليا هما الأفضل لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. ولدى سؤاله من قبل إذاعة "فرانس إنتر" حول فرضية تدخل عسكري أجنبي في ليبيا "من ضمن الاحتمالات المطروحة"، أجاب جوبيه "لا ليس هناك تدخل عسكري. إلا أن تشديد العقوبات على مختلف أنواعها خصوصا تلك المتعلقة بالمجال الجوي، يستحق النظر فيه". وأضاف "نتوقع الكثير من فرنسا في المتوسط. فلنحاول العمل معا". ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما ما يحدث في ليبيا من هجمات على المحتجين بأنها "شائنة" و"غير مقبولة" ودانها. وقال "من الضروري أن تتحدث دول العالم وشعوبه بصوت واحد". وأضاف "المعاناة وسفك الدماء بلغ حدا شائنا". وفي الإطار نفسه، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوج راسموسين: إن الحلف "ليس لديه أي خطط" للتدخل في ليبيا. لم نتلق أي طلب في هذا الصدد، وإن اتخاذ أي إجراءات يجب أن يستند إلى تفويض من الأممالمتحدة".