تحدت المعارضة الإيرانية تهديدات السلطة، ونزلت إلى الشارع في تظاهرات شملت مناطق متعددة من طهران، مثل الصادقية وساحة انقلاب (الثورة)، وشارع الحرية إضافة إلى ساحة ونك ومناطق في شمال العاصمة، كما شملت التظاهرات محافظات أخرى مثل أصفهان و تبريز، وردد خلالها المشاركون شعارات هاجموا فيها النظام وحكومة محمود أحمدي نجاد. وكانت هناك تهديدات أصدرها كل من وزير الداخلية محمد نجار، وقائد الشرطة العميد أحمدي مقدم بمعاقبة أي متظاهر باعتبار أنه من الخارجين على القانون. وقال شاهد عيان ل"الوطن" إن أجهزة الأمن والشرطة كثفت من تواجدها وحاصرت تحركات المعارضة في الشوارع وقامت بقطع الاتصالات الهاتفية والتواصل بواسطة الإنترنت ، كما منعت وزارة الإرشاد الصحفيين الأجانب من تغطية مظاهرات الإصلاحيين. وذكرت مصادر إصلاحية أن قوات الشرطة ومكافحة الشغب تواجدت بشكل مكثف في شارع "باستور" القريب من منزل مير حسين موسوي زعيم جبهة الأمل الأخضر لمنع أي تظاهرة من الوصول إلى منزله لفك الحصار الأمني المفروض عليه. وكان مهدي كروبي رئيس حزب الثقة الإصلاحي قد أعلن في رسالة إلى رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني أمس بأنه مستعد للمثول أمام أي محكمة علنية، وأنه سيبقى حتى نهاية عمره على موقفه في الدفاع عن حقوق الأمة. في سياق التناقض الإيراني الرسمي بين الداخل والخارج، دعا المرشد علي خامنئي إلى ضرورة دعم الحركة الشعبية الإسلامية للشعب المصري. وقال لدى استقباله أمس مسؤولين ومواطنين بمناسبة مولد النبي "إن الأعداء يحاولون الإيحاء بأن الحركة التي أطلقها الشعبان التونسي والمصري وباقي الدول الإسلامية غير إسلامية ". واعتبر خامنئي أميركا المشكلة الرئيسة للعالم الإسلامي ، داعيا إلى تضافر جهود الأمة إلى تسوية هذه المشكلة التي من شأنها إضعاف الكيان الأميركي في المنطقة. وقال "إن التجربة الناجحة لهذه الثورة المباركة تعتبر تجربة لجميع الدول الإسلامية". ودعا خامنئي لعدم الاستسلام أمام التهديدات التي تطلقها أميركا معتبرا "حسن الظن بالوعود الإلهية والاتكال عليه من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح تحرك الجماهير المليونية في العالم الإسلامي". وفي باريس علقت صحيفة "لوموند" الفرنسية على المسيرات الاحتجاجية في إيران. وقالت الصحيفة إن طهران يسودها "جو من الإرهاب نشره نظام حكم أصبح عصبيا بسبب الاحتجاجات التي يواجهها منذ نحو عامين". وأضافت الصحيفة أن "حكام إيران فاجأتهم هذا الأسبوع عودة الزخم إلى حركة الاحتجاجات "وقد ظنوا أنهم قمعوا هذه الحركة بشكل دموي في يونيو 2009 بعد الانتخابات الرئاسية المزورة". وذكرت الصحيفة أن المعارضين "الخضر" خرجوا بعشرات الآلاف الاثنين الماضي إلى الشوارع للتعبير عن تعاطفهم مع المصريين "دون أن يثنيهم الخوف من السجن أو التعذيب أو أحكام الإعدام " مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تعد بمثابة "إرهاب حكومي". وقالت الصحيفة إن النظام الإيراني "مدفوعا بالخوف الذي ينتابه" رد على هذه المظاهرات بمزيد من القمع.