أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة أمس، أن المواطنة الصالحة ليست هتافات تردد ولا شعارات تعدد؛ بل هي إخلاص وإيجابيات وشفافية ومصداقيات وقيم ومبادئ عصية عن المساومات، أبية عن الإملاءات والتدخلات، مع الوعي بعواقب الأمور وألا تعرض الأمن والاستقرار والمصالح العليا في الأوطان للفوضى والفساد والاضطراب ولا المقدرات والمكتسبات للنهب والسلب والاحتراق. وأكد على ضرورة أن تتضافر الجهود وتتحد المواقف على حماية الأوطان ومعالجة قضاياها بكل تعقل وحكمة وتفطن ويقظة لمكائد الأعداء. داعيا إلى السعي لتحقيق مصالح الوطن والوحدة ودرء المفاسد عنه. وفي المدينةالمنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس، أن أعظم الأمانات أمانة الولاية بمختلف مستوياتها وتنوع مراتبها من الولاية العظمى إلى الولايات الصغرى، ولهذا جاء التشديد على أهمية الولاية والعناية بها في الإسلام، ومن هذا المنطلق أحاط الشرع العظيم جميع الولايات وكافة المناصب بسياجات من الأوامر والنواهي التي متى روعيت أديت الأمانة على أكمل وجهها وتحققت بهذه الولاية المصالح المتنوعة واندرأت بها المفاسد المختلفة. ومضى الشيخ حسين آل الشيخ في خطبته قائلا "الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه التحذير لمن تولى للمسلمين أن يبعدوا عن أي صورة من صور الظلم في ولايتهم، كما أن من السياجات التي جاء بها الإسلام في هذا الجانب وجوب الرفق بالرعية والشفقة عليهم والرحمة بهم". وأضاف أن من التوجيهات الإسلامية لمن تولى للمسلمين ولاية أنه يجب عليه أن يسمع لحاجاتهم وأن يحرص للبحث عن شؤونهم والتحري عن كل ما يصلح أوضاعهم وأن لا يجعل بينه وبينهم ما يحجبه عن أحوالهم ومعرفة أوضاعهم. وقال الشيخ آل الشيخ: إن من التوجيهات في الإسلام لأهل الولايات أنه أوجب عليهم أن يحرصوا على تقريب أهل الخير والهدى وعلى ذوي الصلاح والتقوى وأن يبعدوا عن أهل الشر والفساد والهوى. مشددا على أن من أصول الشريعة في باب الولاية أن الإسلام حرم أشد التحريم أن يستغل صاحب الولاية أيا كانت مرتبته هذا المنصب لتحقيق مصالحه الشخصية ومنافعه الذاتية. واختتم الشيخ حسين آل الشيخ خطبته بالقول "إن من أصول التشريع في هذا الجانب أن صاحب الولاية يجب عليه أن يسمع لصوت الحوار الصادق المخلص، الحوار الهادف المنبثق من ثوابت الشريعة ومنابع الإصلاح، فالله جل وعلا يقول لسيد الحكام "وشاورهم في الأمر".