بهدف خفض نسبة السمنة لدى الرجال في الجبيل الصناعية تنظم الخدمات التعليمية ممثلة بثانوية أم القرى مسابقة تحت عنوان "اخسر تربح"، تستهدف خفض أوزان نحو 600 طالب في مرحلتي المتوسطة والثانوية، إضافة إلى الراغبين من أبناء المجتمع في الانضمام للمسابقة. وأوضح مدير المدرسة غانم الشهراني ل"الوطن" أمس، أن المسابقة التي تسير وفق آلية دقيقة في التوعية والمتابعة عن طريق الموقع الإلكتروني: (www.rcj-lwaw.com) الذي يتم من خلاله تسجيل المشاركين، هي مسابقة موجهة لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية ممن تزيد أوزانهم عن المعدل الطبيعي، ويقبل في دخولها من يرغب من أبناء المجتمع، حيث يتم أخذ أوزان المشاركين كل شهر، مع وضع برنامج غذائي ورياضي وتثقيفي للطلاب عن طريق مدارسهم، وللمشاركين من أبناء المجتمع عن طريق مدرسة أم القرى الثانوية، ليتم تكريمهم آخر العام بناء على النتائج التي ترصد من قبل مختصين في هذا المجال، وانطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية فقد دعمت الشركة المتحدة للبتروكيماويات "المتحدة"هذه المسابقة، مما كان له الأثر الكبير في نجاح المسابقة. ومن جانبه قال وكيل المدرسة محمد بن صالح السعدي إن "العنصر النسائي ستشمله المسابقة العام الدراسي القادم بإذن الله، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الخيرية النسائية بالمدينة، ومن المخطط أن تطبّق المسابقة على مستوى المدينة وجميع القائمين فيها من سن 6 إلى 70 سنة من الرجال والنساء، والمواطنين والمقيمين، لتكون هذه المسابقة شاملة ومتكاملة وذات نتائج إيجابية. وقال اختصاصي طب الأطفال ببرنامج الخدمات الصحية في الهيئة الملكية بالجبيل الدكتور هاني المعداوي ل"الوطن"، أمس إن "من الأسباب الشائعة للسمنة بين المراهقين والأطفال، النظام الغذائي السيئ، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، والأكل بكميات كبيرة للأطعمة غير الصحية، إضافة إلى بعض الأسباب النفسية وضغط الحياة، ومن المهم جدا عدم فرض حمية غذائية صارمة "ريجيم" على الطفل السمين، فالأفضل ليس حرمان الطفل من العديد من الأطعمة، بل التقليل من تناولها، ويجب أن تكون غالبية الأطعمة من الحبوب ومنتجاتها، يلي ذلك الفواكه والخضراوات ثم اللحوم والألبان، ومن المهم التقليل من الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة بصورة كبيرة جدا، مثل المشروبات الغازية، والحلويات، و"الشبيس" وغيرها، كما يجب تقليل الكمية المتناولة من الأطعمة الدسمة للأطفال الأكبر من سنتين، ويمكن معالجة السمنة عن طريق اتباع نظام غذائي صحي متوازن، ومضاعفة التمارين الرياضية، كما يجب عدم تناول الأطعمة الغنية بالدهون، والوحدات الحرارية المرتفعة وخاصة لدى المراهقين". أما المشرف الصحي بالمدرسة علي ضيف الله الغامدي، فاعتبر أن السمنة مشكلة شائعة، ويزداد انتشارها بالرغم من التوعية الصحّية، وتصنّف طبيا أحد الأسباب الرئيسة في أمراض القلب، وتزيد من احتمال الإصابة بالسكري، والتهاب المفاصل، وبعض أنواع السرطان، كما أن الوزن الزائد يؤثِّر سلباً في الحالة النفسية للمصاب. وقال "بما أن الحميات السريعة لها مشاكلها الخاصة، ولا تفلح غالباً في تخفيف الوزن، لذا فإن أفضل طرق تخفيض الوزن الزائد تدريجياً هو الغذاء الصحي، والتمارين الرياضية التي بمقدورها إزالة تأثير الأخطار الصحية المصاحبة". إلى ذلك ذكر رائد النشاط بالمدرسة تركي الغنام أن الجوائز المرصودة في المسابقة تتنوع ما بين أجهزة "آي باد" و"لاب توب"، واشتراك مجاني في نادي الشركة الراعية لمدة عام، كذلك كوبونات شراء بمبالغ مجزية، وأجهزة حاسب آلي مكتبية، مشيراً إلى أنه سيقام حفل كبير نهاية العام تكريما للفائزين. وأشار عضو الاتحاد السعودي "للتايكوندو" معلم التربية البدينة بمدرسة الخليج المتوسطة بالجبيل الصناعية محمد العمري، خلال حديثه إلى "الوطن" أمس، إلى أنه يجب التقليل من الوقت الذي تقضيه العائلة في مشاهدة التلفزيون أو الجلوس أمام جهاز الحاسب الآلي، مضيفاً أنه يمكن أن تخصص العائلة يوماً في الأسبوع للمشي، منوهاً بضرورة اختيار الأنشطة التي يستمتع بها المعاني من السمنة ويستطيع تطبيقها، وتشجيع أفراد العائلة على ممارسة النشاط البدني، والمشي والحركة أثناء الفسحة في المدرسة، وفي المنزل، ورفع مستوى الوعي من خلال الاطلاع والقراءة. في حين ذكر عضو لجنة تحكيم المسابقة المشرف الصحي بمدرسة الخليج المتوسطة بالجبيل علي عبدالله الغامدي، ل"الوطن" أمس، أن المرحلة العمرية للمستهدفين بهذا البرنامج، تتميز بعنفوان الطاقة والحيوية التي يجب أن تستثمر لخدمتهم صحيا، من خلال تعليمهم العادات الصحية وتأصلها في ثقافتهم. وقال إن "على الأسرة تعزيز أهداف البرنامج ومناقشة الأبناء في مسألة زيادة الوزن؛ لإعطائهم فرصة للمشاركة فيما يشعرون به، كما يجب أن يكون توجه العائلة لتحسين العادات الغذائية لدى ابنهم الزائد الوزن تدريجيا وألا يكون مفاجئاً، مع ممارسة العائلة بأكملها للعادات الغذائية الصحية، فمشاركة أفراد الأسرة في تطبيق العادات الغذائية الجيدة، تشعر من يعاني من السمنة بالارتياح النفسي، وبأنه لا يختلف عن الآخرين".