ذات يوم بينما كان أبي يتصفح صحيفة الوطن وإذا به يقرأ إعلانا من الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة عسير عن الحاجة لاستئجار مبان لأكثر من 20 روضة في بعض مدن وقرى منطقة عسير. فوقفت عند هذا كثيرا. وقلت له يا أبي ولماذا هذه الروضات؟ لن يكون حال الأطفال فيها بأحسن منا! ألم تفتتح لدينا روضة في الحرجة بداية هذا العام؟ وكانت الفرحة كبيرة بالنسبة لي ولبقية الأطفال لأنه حلم انتظره الكثيرون من قبلنا، وقمنا بتجهيز الملف الخاص بالتسجيل، واشترينا كل الأدوات والملابس الخاصة، وكم كنت سعيدة بارتداء الزي الخاص بالروضة. ثم ذهبنا في اليوم الأول للروضة وكانت المفاجأة الكبيرة أننا وجدنا روضة خاوية وجميع الغرف خالية وجدرانها فاضية. لا مقاعد للدراسة ولا طاولات، لا أقلام للكتابة ولا سبورات، لا وسائل عرض ولا ألعاب للترفيه. ليس هناك أي شيء يمكن أن يحببنا في الروضة، واستمر الوضع على هذا الحال أكثر من أسبوع. ثم قالوا لنا اذهبوا وعودوا بعد إجازة عيد الأضحى لنتمكن من التجهيز، وعدنا وكانت المفاجأة الأخرى. ما زال الحال كما هو. فآثرت على نفسي أنا والبقية من إخواني الأطفال أن نبقى في البيت. فلماذا إذن تفتتح هذه الروضات الجديدة؟ أليس من الأولى أن يتم تجهز روضتي التي كنت أحلم بها أنا وغيري من الأطفال؟ لكن أبي بقي صامتاً ولم يجبني! فأتمنى أن يجد سؤالي هذا إجابة عند المسؤولين.