لم تتوقف آثار السيول بعد، ولكنها أحدثت آثارا أخرى، فأكوام الأثاث المدمر الذي أتت عليه مياه الأمطار خاصة أصحاب المنازل الشعبية والشقق الأرضية، كان لها نصيب واسع من "الأزمة". ففي جولة ميدانية ل"الوطن" على عدد من أحياء جنوب ووسط جدة، كانت تلك "الأكوام من الأثاث" تمثل عائقا للمارة في كيفية عبورهم. أحد أهالي بني مالك وصف أمر العبور بين الطرقات في ظل هذا الكم المتراكم من "الأثاث" بأنه سباق القفز على الحواجز والأمانة لا تكلف نفسها إزاحة الأثاث المتهالك. الطرقات الداخلية في حي الصحيفة، بالكاد على السيارات أن تجد لها طريقا واسعا للعبور، فالطرقات تكاد تكون "مغلقة حتى إشعار آخر"، إحدى الساكنات من المقيمات التي يفترش أثاثها القديم جوار منزلها، أردفت قائلة: "بالله عليكم أين نضع هذا الأثاث، سيبقى هنا ما بقي الليل والنهار"، لتطرح بصوت مرتفع تساؤلها: "أين البلدية؟ نحن أيضا متضررون ولسنا سعداء يا ناس". في الجهة المقابلة يحاول عدد من الساكنين في حي البغدادية "تخفيف حدة ما جرى لأثاث المنازل القديمة"، عبر استئجار شاحنات كبيرة يشترك فيها الأهالي عبر "نقل الأثاث المدمر"، إلى أماكن يسمح لها بتجميع ذلك "الأثاث المتهالك"، فيما يسعى آخرون في حي الكندرة الجنوبي إلى تسويق أثاثهم "المتهالك" إلى عدد من الأفريقيات اللاتي يعيشن على الأثاث القديم والمتهالك، مقابل مبالغ مالية يسيرة لا تتعدى "الخمسين ريالا".