بات الإلغاء قدراً محتوماً على الدورة 43 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بسبب استمرار التظاهرات المتفجرة بمصر منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي وعودة معظم الناشرين الأجانب إلى بلادهم. وقال عدد من الناشرين ل"الوطن" إن خسائرهم فادحة جراء تعليق المعرض خاصة وأنهم دفعوا مبالغ كبيرة لاستئجار مساحات العرض حيث وصلت قيمة إيجار الجناح الصغير (18 متراً مربعاً) إلى 10 آلاف و500 جنيه للناشرين المحليين، و10 آلاف و500 دولار للناشرين غير المصريين، كما بلغت القيمة الإجمالية لعمليات التجهيزات أربعة ملايين جنيه. وأوضح الناشر عادل متولي أن كثيراً من الناشرين كانوا بانتظار حصيلة مبيعاتهم في المعرض لدفع مستحقات المطابع التي طبعت لهم إصداراتهم الجديدة، مشيراً إلى أن المعرض كان بمثابة الموسم السنوي الذي يتم فيه بيع أكبر كمية من الكتب وعقد التعاقدات بين الناشرين من مختلف الدول العربية والأجنبية والترويج للكتب حيث تتراوح قيمة المبيعات - بحسب حجم كل ناشر - ما بين 50 ألف جنيه إلى ثلاثة ملايين جنيه. وعلمت "الوطن" أن البعثة الصينية المشاركة في المعرض - حيث كانت الصين ضيف شرف المعرض هذا العام - قد غادرت القاهرة مع بقية ناشري الدول الأجنبية حيث إن كل يوم في القاهرة بالنسبة لهم هو خسارة فادحة في الإقامة في الفنادق مع خسارة عدم بيع الإصدارات. وكانت الهيئة المصرية العامة للكتاب قد أرجأت يوم السبت الماضي افتتاح المعرض لمدة أربعة أيام، لحين اتضاح الأمور بعد التظاهرات والتطورات الأخيرة التي تشهدها مصر منذ الجمعة الماضي وما زال المعرض مغلقاً ومنع الناشرون من الدخول إليه، حيث كان مقررا افتتاح المعرض صباح السبت 29 يناير الماضي ليستمر حتى 8 فبراير الجاري بمشاركة 29 دولة منها 17 دولة عربية و12 دولة أجنبية، 632 ناشر للكتاب. يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يتعطل فيها المعرض بعدما تم تعطيله بعد نكسة يونيو 1967.