توصلت لجنة رئاسية شكلها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى هدنة لمدة يومين مع رجال القبائل بمحافظة مأرب، شرقي العاصمة صنعاء بعد يوم من المواجهات بين رجال القبائل والسلطة على إثر مقتل نائب محافظ المحافظة جابر الشبواني وعدد من مرافقيه بضربة خاطئة كانت تستهدف تنظيم القاعدة. كما تم الاتفاق على أن تقوم اللجنة التي يترأسها وزير الداخلية مطهر رشاد المصري بكشف ملابسات العملية وإعلانها للرأي العام. وكانت الضربة الجوية الخاطئة التي نفذت في مأرب قد خلفت ردود فعل غاضبة من قبل قبائل مأرب كان من نتائجها قطع الطريق بين مأرب وصنعاء، مما أدى إلى وقف ناقلات النفط والغاز من المرور إلى صنعاء. كما تمت مهاجمة حقل أسعد الكامل النفطي وفرار 17 خبيراً أجنبياً من مأرب إلى سيئون بمحافظة حضرموت خوفاً من ردود فعل انتقامية لرجال القبائل لاعتقادهم أن العملية التي تم تنفيذها أول من أمس كانت بواسطة طائرة أمريكية بلا طيار. وحذرت شخصيات قبلية بمحافظة مأرب من خطورة الوضع إذا لم تقم السلطة باحتواء الموقف ونشر تفاصيل نتائج التحقيق التي ستخرج بها اللجنة الرئاسية وإطلاع الرأي العام عليها. وقالت "إن التأخير في ذلك من شأنه أن يرفع مستوى الاحتقان في المحافظة إلى أعلى درجاته، خاصة أن أهم المنشآت الحكومية مثل الغاز والكهرباء موجودة في مأرب". وفجرت قضية إمكانية استخدام الأمريكيين طائرة بلاطيار لضرب أهداف للقاعدة، الكثير من المخاوف في اليمن. وأشارت مصادر يمنية إلى أنه في حال صدقت هذه الرواية فإن ذلك "سيغير مزاج الرأي العام اليمني ضد الدولة، وسيكسب التنظيم تمدداً أوسع". وربط المراقبون بين حادثة أول من أمس بحادثة شبيهة وقعت عام 2002 عندما نفذت طائرة بلا طيار عملية استهدفت المسؤول الأول عن فرع القاعدة في صحاري مأرب أبو علي الحارثي، وأسفرت عن مقتله وعدد آخر من مرافقيه. وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا إن الجيش الأمريكي وأجهزة الاستخبارات الأمريكية كثفت جمع المعلومات باستخدام طائرات استطلاع وأقمار صناعية واعتراض الإشارات لتتبع أهداف القاعدة داخل وخارج قواعدهم في اليمن، وأشاروا إلى أنه يجري تبادل بعض المعلومات الاستخبارية مع قوات الأمن اليمنية لتسهيل عملياتها ضد "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".