أبدى رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أسفه لحال المنطقة التاريخية بجدة بعد أحداث السيول التي هطلت على جدة الأربعاء الماضي، وقال "يؤسفني ما حدث في المنطقة التاريخية، فقد تأثر نحو 100 مبنى جراء سقوط الأمطار، نعمل الآن على خطة إنقاذ عاجلة من ضمنها القيام بعمليات إمداد وإسناد لتلك المباني"، كاشفاً أن مشروع انضمامها لليونسكو دخل العناية المركزة. وكشف الأمير سلطان بعد تجوله أمس بين المتطوعين والمتطوعات في مركز المعارض بجدة لمتابعة سير العمل التطوعي عن أن مشروع انضمام جدة التاريخية لليونسكو دخل العناية المركزة، لافتا إلى أن ملاك المباني لم يقدموا الدور المطلوب منهم، وأن جدة التاريخية تحتاج في الوقت الحالي لبدء خطوات للحفاظ عليها، فهي موقع وطني وعالمي. وأكد أن الهيئة أنهت معالجة الإسكان بشكل عاجل منذ بداية كارثة السيول بالتنسيق مع الدفاع المدني, وأنه تم رصد حالات محددة بشأن منشآت لم تتجاوب مع طلبات إيواء المتضررين, وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها بشكل حاسم وفوري. وأوضح أنه تم التنسيق مع الدفاع المدني لفتح مراكز إضافية لاستقبال طلبات الإسكان بعد ملاحظة تأخير في منح خطابات الإسكان نتيجة الزحام وقلة المراكز، وأن الهيئة تعمل على مساعدة المتضررين من السيول كأحد أجهزة الدولة ذات العلاقة, مشيرا إلى أن الهيئة تفاعلت مع هذا الحدث منذ بدايته, وعملت تحت مظلة أمير المنطقة، ومحافظ جدة، والأجهزة الأمنية والخدمية للمساهمة في جهود المساعدة والإنقاذ. وقال "أقدر لملاك منشآت الإيواء السياحي والمسؤولين تجاوبهم وتفاعلهم الكبير في إسكان المتضررين, وهذا التفاعل والتعاون من قطاعات الإيواء السياحي نابع من شعور الجميع بالمسؤولية الوطنية والإنسانية قبل أن يكون تنفيذا لقرارات الهيئة". وأبان أنه وجه بتسريع برنامج تهيئة مرافق الإيواء السياحي للتجاوب مع الطوارئ والكوارث, وتطوير منظومة التعامل مع الأجهزة الأخرى، والربط الإلكتروني مع المرافق، لرفع أداء مرافق الإيواء السياحي في التعامل مع هذه الظروف، وأن جهود وحضور الهيئة في تطوير قطاع الإيواء السياحي من حيث التصنيف وتطوير الأمن والسلامة كانت أهم أسباب نجاح خطة الإيواء الطارئ في جدة, وأن الهيئة عملت حسب خطة طوارئ مقرة منذ سنوات. وثمن الأمير سلطان الجهود المخلصة التي يقدمها المتطوعون والمتطوعات من أهالي مدينة جدة، مشيرا إلى أنهم قدموا خدمة وطنية جليلة ومثالا يحتذى. وتجول خلال زيارته في مقر لجنة تنسيق العمل الاجتماعي والخيري بمركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات يرافقه عدد من المسؤولين وأعضاء اللجنة وممثلي الجمعيات الخيرية بمحافظ جدة، واطلع على أماكن إعداد وتجهيز السلال الغذائية وآلية استقبال المساعدات وترتيبها وفق آلية وبرنامج حددته اللجنة المختصة التي تضم أكثر من 14 فرقة عمل لتقديم المساعدات وإعادة تأهيل الأحياء المتضررة من الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة وذلك بالتعاون مع أكثر من ألفي متطوع ميداني. وتفقد الأمير سلطان بن سلمان كذلك المنطقة التاريخية القديمة بجدة، يرافقه أعضاء اللجنة العليا لتطوير المنطقة، ووقف الجميع على المباني التي طالتها أضرار الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة مؤخراً، متسببة في سقوط بعض المباني التاريخية والأثرية في المنطقة التاريخية، كما تفقد مستوى خدمات الإيواء المقدمة لمتضرري سيول جدة بإحدى الوحدات السكنية بجدة، والتقى عددا من المواطنين المتضررين والذين تم إيواؤهم.