أحيا كل من قيصر الأغنية العربية الفنان كاظم الساهر والفنان العراقي الكبير إلهام المدفعي، يوم أمس الجمعة، سهرة عراقية الهوى على مسرح "مرايا"، ضمن فعاليات مهرجان "شتاء طنطورة" الذي أطلقته الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتقدم من خلاله مجموعة متنوعة من الفعاليات التراثية والثقافية والفنية. وشهد الحفل قبل الأخير في سلسلة الحفلات الفنية والموسيقية التي استضافتها العلا خلال مهرجان شتاء طنطورة الذي ستختتم فعالياته في 23 فبراير الجاري، إقبالا كبيرا من الجماهير من مختلف مناطق المملكة وخارجها. وخلال الحفل غنى القيصر مجموعة من أغانيه الشهيرة، وحول تجربته هذه قال الساهر: "سعدت جدا بلقاء أهلي وأحبتي هنا في هذا المكان العريق والأصيل في المملكة العربية السعودية الغالية على قلوبنا. وأشكر جميع القائمين على إبراز تراثنا التاريخي وحضارتنا العربية التي تعود إلى آلاف السنين. هنا سحر العراقة يسيطر على المشهد، ولا صوت يعلو فوق صوت التاريخ"، أما إلهام المدفعي فغنى مجموعة من أغانيه التي اشتهر بها خلال مشواره الفني، منها: الله عليك، بنت الشلبية، يا عذولي بين العصر وخطار، محمد بوية محمد، فوق النخل، وحلوة يالبغدادية، وشقر بشامة، ومالي شغل بالسوق، شربتك الماي، بابوري، وغيرها. وحقق المهرجان نجاحات متتالية واستضاف منذ انطلاقته كوكبة من الفنانين والموسيقيين من حول العالم، منهم فنان العرب محمد عبده، تليه الفنانة العربية ماجدة الرومي، وعرض "هولوغرام" تجسيمي لأم كلثوم والموسيقار عمر خيرت والمايسترو الإيطالي أندريا بوتشيلّي والملحن اليوناني ذو الإحساس المرهف ياني وعازف الكمان الفرنسي رينو كابيسون وعازف البيانو الصيني لانج لانج، والذين أسعدوا بدورهم ملايين المشاهدين ممن حضروا الحفلات أو ممن تابعوها عبر وسائل الإعلام أو قنوات التواصل الاجتماعي. ويقام مهرجان شتاء طنطورة الثقافي في محافظة العلا في المملكة العربية السعودية لأول مرة من 20 ديسمبر 2018 إلى 23 فبراير 2019 ويتضمن فعاليات تراثية وثقافية وفنية مستوحاة من تراث العلا التي تعتبر موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية وملتقى العديد من الحضارات على مر العصور. كما ينظّم المهرجان خلال كل عطلة نهاية أسبوع فعاليات فنية يحييها فنانون عريقون ممّن تركوا بصمتهم في مجال الفنّ عربياً وعالمياً. ويعتبر مبنى "مرايا" امتدادا للبيئة من حوله يتكامل معها من حيث التصميم والجمال، كما يضم مسرحًا شاملًا مجهزًا بأحدث تقنيات الصوتيات والإضاءة، بالإضافة إلى الستائر الخلفية المتحركة التي تظهر جمال جبال العلا أمام أعين الحضور. وقد تم استخدام أحدث تقنيات الإسقاط الضوئي الرقمي لسرد قصة تاريخية تراثية مرئية على المسرح نفسه، ويتسع مبنى "مرايا" لنحو 500 ضيف، إلى جانب منطقة خاصة لكبار الشخصيات وصالة عرض لأهم الفنون العالمية.