تحدى آلاف المصريين السبت حظر التجول، في الوقت الذي قام فيه أهالي الضحايا الذين سقطوا أمس في الصدامات مع قوات الأمن بدفن موتاهم. وتقول هند وهي امرأة في الثلاثين أمام أحد مستشفيات القاهرة "أخي مات! مدحت مات! عيناه كانت مغطاة بالدماء". وتضيف صارخة وهي ترتمي منهارة في أحضان أحد أقاربها "أرجوكم، أتوسل إليكم أحضروا له طبيبا آخر دعوهم يحاولون إنقاذه مرة أخرى". وقالت شقيقتها مني عبد الخالق إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على رأس مدحت أمام مركز للشرطة. وفي الداخل يقوم أطباء وطلبة في كلية الطب تطوعوا للعمل في غرفة الطوارئ التي امتلأت بالجرحى بفحص مصاب آخر. ويقول الأطباء إنهم لا يستطيعون إعطاء عدد دقيق للضحايا لكنهم يقولون إن 38 شخصا وصلوا أمواتا أو توفوا متأثرين بجراحهم في المستشفى. وقد سقط هؤلاء في صدامات مع قوات الأمن في مناطق عدة من مصر. وفي منطقة البساتين في القاهرة تجمع عدد من الأهالي أمام مدفن عائلي لدفن مصطفى الذي قتل أول من أمس بقنبلة مسيلة للدموع أصابته في الصدر. ويقسم ابنه محمد الذي كان معه في التظاهرة على العودة للاحتجاج في وسط القاهرة. وقال شهود عيان إن عشرات الآلاف حملوا جثمان متظاهر لقي حتفه في مظاهرات القاهرة أمس. وذكر أحد المشاركين أنهم قدموا من منطقة "المطرية حاملين جثمان المتظاهر الذي لقي حتفه بنيران الشرطة.