سرت، أمس، أجواء تفاؤلية بقرب ولادة الحكومة الجديدة في لبنان خلال الأيام العشرة المقبلة، وذلك قبل انعقاد القمة الاقتصادية في بيروت، وبعد تردد حل مشكلة تمثيل اللقاء التشاوري أو ما يعرف ب»سنة 8 آذار»، إذ أشير إلى أن الوزير السني السادس في الحكومة سيمثل «اللقاء التشاوري» وسيكون من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون، من دون أن يشارك في اجتماعات «تكتل لبنان القوي» أو «التيار الوطني الحر». وأشارت المعلومات إلى أن الرئيس المكلف سعد الحريري وعون اتفقا على هذه الصيغة على أمل ألا يعرقلها وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي زار بيت الوسط، أمس، وحزب الله. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الاتفاق بين عون والحريري قضى أيضا بعدم إجراء تبديل في الحقائب، باستثناء وزارة البيئة التي قد تؤول إلى حصة رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أن تكون حقيبة الإعلام من حصة التيار الوطني الحر. وذكرت أن ممثل «اللقاء التشاوري» سيكون إما عثمان محذوب أو حسن مراد بعد استبعاد اسم طه ناجي نظرا لانتمائه الحزبي، وأن اللقاء التشاوري ما يزال يشترط لقاء الرئيس الحريري لحلحلة التمثيل والاعتراف بكتلة النواب السنة الذين ينتمون بالأصل إلى كتل الثنائي الشيعي وفريق 8 آذار. تذليل العقبات هذه الأجواء التفاؤلية أيضا، أشاعها نائب رئيس المجلس السياسي لميليشيا «حزب الله»، محمود قماطي الذي زار على رأس وفد من الحزب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في بكركي للمعايدة، وأكد أن جميع المعنيين جادون بالتشكيل ولا عقبات خارجية بل هناك خلل أصاب المحاولة الأخيرة للتشكيل ونتوقع حكومة قريبا لأن النوايا إيجابية». وأعلن أن العلاقة مع عون والتيار الوطني الحر في أمتن حالاتها «ولا مشكلة لدينا في إعطاء 11 أو 12 وزيرا للتيار الوطني، (أي الثلث المعطل)». أجندة حزب الله أوضح أحد قياديي 14 آذار والكاتب والمحلل السياسي، الياس الزغبي، خلال حديث ل»الوطن»، أن زيارة وفد حزب الله إلى بكركي تحمل بعدين، الأول، بالشكل حيث إن مستوى الوفد تراجع عن السنوات السابقة وكان التمثيل من قماشة مختلفة، والآن يرسل حزب الله وفدا من الدرجة الرابعة من اتباعه وهو الوفد نفسه الذي شهدنا حضوره في الجاهلية أي عند وئام وهاب وهذا يلخص مستوى الوفد ويعبر عن رسالة امتعاض أو استخفاف من حزب الله بالمقام الوطني الكبير». وأضاف «البعد الثاني في المضمون، فالوفد لم يخرج بموقف بعيد عن المواقف السابقة المعلنة للحزب في سياق الأزمة التي افتعلها وأبطل من خلالها تشكيل الحكومة أي عقدة ما يسمى سنة 8 آذار أو سنة حزب الله، أما التبشير بعيدية التشكيل وأنها ما تزال واردة قريبا فهي تندرج في سياق وعود فارغة تكررت في الآونة الأخيرة». وشدد الزغبي على أن حزب الله يدرك قبل سواه أنه يعرقل تشكيل الحكومة خدمة لأجندة طهران في مواجهة الضغوط على نفوذها في سورية والعراق واليمن، وأن العقوبات المتصاعدة التي لا تجد سوى الساحة اللبنانية مجالا للرد فيها، تدرك أن لبنان الآن هو الخاصرة الرخوة للوضع العربي بفعل ضعف حكمه خلافا لمقولة «الرئيس القوي»، لذلك فإن «حزب الله» يحارب على جبهتين، جبهة خصومه كالرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية، وجبهة حلفائه أي التيار العوني مثلا وهو يرمي بذلك إلى تحويل الحكم في لبنان أداة طيعة في المشروع الإيراني.