انتفضت أمانة جدة الشهر الماضي أكثر من مرة لمواجهة اعتراضات متكررة من أهالي أحياء شرق جدة التي أبدوها حيال مشروعات الأمانة القاضية بإنشاء 5 سدود في الأودية لحماية الأحياء من السيول. ورغم أن الدراسة دفعت من أجلها أمانة جدة ملايين الريالات لهيئة المساحة الجيولوجية، على أيدي متخصصين وجيولوجيين، وقضت بإنشاء هذه السدود، إلا أن سكان أحياء الشرق، وخصوصا كبار السن، طلبوا من الأمانة أخذ رأيهم مجانا، مبدين استياءهم من هذه السدود، ومؤكدين أنها خطأ فادح إذا ما تم تنفيذها، وسيأتي يوم تنهار فيه هذه السدود، لتتضاعف المشكلة. ويمثل سد "أم الخير" نموذجا حيا للسدود التي تعتزم الأمانة إنشاءها فوق أحياء جدة، فقد انهار بالكامل أمس، بعد أن فاضت المياه من فوقه، ومن تحته عبر قنوات تصريف لم تستطع مواجهة كمية المياه الهائلة. وعلمت "الوطن" من مسؤول بمشاريع أمانة جدة أن قرارا سيصدر مطلع الأسبوع القادم، يقضي بوقف جميع مشاريع هذه السدود.وأوضح أن قرار إيقاف هذه المشاريع لم يتم بناؤه على أساس اعتراضات المواطنين السابقة، وإنما بناء على انهيار نموذج سد "أم الخير"، وأنه ربما تلجأ الأمانة لدراسة فتح قنوات السيول بالكامل كحل بديل ونهائي لهذه السدود. وشدد المصدر على أنه إذا ما صدر قرار بشأن خطأ إنشاء هذه السدود، فإن المسؤولية سيتم تحميلها كاملة لهيئة المساحة الجيولوجية، التي أوصت بإنشاء سدود وقنوات للتصريف عبر دراسة استمرت أكثر من 4 أشهر، ولقاء مبلغ مالي بملايين الريالات، وأن الأمانة جهة تنفيذية في هذا الشأن. إلى ذلك، أوضح سليم المطيري" ثمانيني من سكان قويزة"، أنه بحياته لم ير حلا للأودية بهذه الطريقة، وأن الأمانة لا يمكنها تحويل مجاري الأودية عن الطريق الذي رسمته منذ مئات السنين، وأنه تقدم وبعض جيرانه بعشرات الطلبات للأمانة، لتصحيح خطأ إقامة السدود فوق الأحياء، وتعريض سكانها للخطر. وقال إن عددا من كبار السن، التقوا بأمين جدة الدكتور هاني أبو راس، في فترة سابقة عند زيارته لحي قويزة، وأبلغوه بوجهة نظرهم بشأن السدود، وأكدوا له أن خبرتهم في معرفة السيول كافية لأن يأخذ برأيهم، ويهتم بحديثهم، إلا أنه لم يهتم، وأوضح لهم أن هذه المشاريع بنيت على دراسات مستفيضة. وكانت الأمانة أعلنت الشهر الماضي عن اعتماد تنفيذ مشروعات 5 سدود و11 قناة في 3 أودية شرق جدة بتكلفة 356 مليون ريال لدرء أخطار السيول، على لسان وكيلها للمشاريع والتعمير المهندس علوي سميط، الذي أوضح أنه تم تسليم المقاول كافة مواقع السدود والقنوات، وتحديد 540 يوما فقط للانتهاء من بنائها وتسليمها للأمانة، مطالبا بسرعة إنهاء بنائها خلال 6 أشهر.