إنه "الأربعاء"... حيث جددت جدة موعدها مع القوارب المبحرة في شوارعها، للمرة الثالثة. "أربعاء الغرق" يعود مع بدء الإجازة الأسبوعية لل"جداويين" أمس بعد أن أطل بوجهه الكريهة في ذات اليوم بتاريخ 8 ذي الحجة 1430، وفي 23 محرم 1432. لم يعتد مجتمع "العروس" المتسامح على التطير، ولكن، من يلومه على التشاؤم من يوم الأربعاء وقد تكرر في نهاره الغرق، واتصل في ليله البحر بالبر، ثلاث مرات؟ ففي أربعاء 8 ذي الحجة 1430 واجهت جدة أول كارثة حقيقية مع الأمطار، وكان حي قويزة مثالا لحقيقة أن جدة، التي تزينت بالبحر، غير قادرة على احتمال السيول. وفي أربعاء 23 محرم الماضي، جددت جدة أحزانها حين داهمتها السيول، فكان حي أم الخير هذه المرة ضحيتها الكبرى، حيث اجتاحت المياه المنازل، وحلّت القوارب محل المركبات. لم تنشف آخر قطرة من الأمطار الماضية حتى جاء الطوفان أمس، محققا الشرعية ل"يوم شؤم" هو بالنسبة لباقي مناطق المملكة برد وسلام وراحة بال للصغار والكبار.