أوصى المؤتمر الدولي الرابع لجراحة العظام الذي نظمته الجمعية السعودية لجراحة العظام بالتعاون مع جامعة الملك خالد في ختام جلساته التي انتهت أمس في فندق قصر أبها برعاية "الوطن" بتفعيل دور الجمعيات العلمية في تحضير وتدريب الأطباء المتدربين في البرامج العلمية بأوراق عمل من أبحاثهم في المؤتمرات المحلية والدولية؛ لإكسابهم الخبرات والثقة. وتبنى المؤتمر مشروع عمل تقنية منهجية ثابتة للتعامل مع مرض فقر الدم المنجلي ممن هم بحاجة لتدخلات جراحية، مثل استبدال مفصل الورك وذلك لخصوصية هذه الفئة من المرض، وقلة ما هو موجود ومبرهن في علاجهم محليا وعالميا، وكون الفكرة نشأت في مؤتمر أبها، فإن توجه الجمعية أن يكون هناك مقر لمركز أبحاث فقر الدم المنجلي وتدخلاته الجراحية في مدينة أبها، وبإشراف أعضاء متخصصين من الجمعية. الحوادث المرورية وأوصى كذلك بالتركيز على أبحاث محلية لبيان مدى انتشار وتأثير الحوادث المرورية ماديا، واجتماعيا، وما تخلفه من إصابات بالغة، خاصة أنه يمثل مشكلة وطنية تستوجب المزيد من بذل الجهود لاحتوائها والتقليل من مخاطرها، وذلك بالآليات الفعالة، ومنها التوعية المرورية، وإنشاء مستشفيات متخصصة للإصابات، وتحفيز أطباء العظام المتدربين لتخصص جراحة الإصابات والكسور، إلى جانب العمل على تأهيل أطباء العظام في المستشفيات الطرفية على تشخيص أمراض أورام العظام، وتحويلها في الوقت المناسب إلى المراكز المتخصصة بالأورام في المملكة. إصابات الملاعب من جهته أكد رئيس الجمعية السعودية لجراحات العظام الدكتور حازم خواشكي ل"الوطن" أن إصابات الملاعب تشكل نسبة 30% من بين إصابات العظام في السعودية، وخاصة لمن هم دون 25 عاما، مبينا أن معظم الحالات هي لهواة لعب كرة القدم الذين يصابون في الملاعب نتيجة لضعف التهيئة البدنية، والتسخين والتجهيز، إضافة إلى اللعب بدون تقوية لبعض العضلات خاصة عضلات الفخذ. وأشار خواشكي إلى أن معظم الإصابات تكون في الركبة، فإذا كانت الإصابة للاعب محترف فيتم تغيير الرباط الصليبي، وإذا كانت الإصابة للهواة فغالبا ما يتم العمل على تقوية العضلات، وتقديم العلاج، ثم يستبدل المفصل عند الضرورة وعند عدم الجدوى العلاجية. وقال إن الجمعية خلال هذا المؤتمر أقرت العديد من القرارات التي تسهم في دعم جراحات العظام في السعودية، والتي من أهمها العمل مع الجمعية الأوروبية لجراحة العظام والكسور في إنشاء قاعدة بيانات عن أهم أمراض العظام، ومشكلات حوادث الطرق والمفاصل الصناعية، والأنيميا المنجلية في السعودية، إلى جانب الاتفاق على عمل دراسة وطنية شاملة عن حوادث الطرق في المملكة. وشدد على دور الجمعية في التوعية بمشكلات حوادث الطرق والتي تعد الإصابات بها من أكبر الإصابات على مستوى الوطن العربي، مضيفا أن الجمعية وقعت اتفاقية التعاون بين الجمعية والجمعيات العربية المصرية، والسودانية، والسورية لجراحات العظام والتوصية بعقد مؤتمرات مشتركة، ومصغرة في مجال جراحات العظام. ولفت خواشكي إلى اعتزام الجمعية عقد اجتماع في مارس المقبل مع الجمعية المصرية والمغربية حول جراحات القدم والكاحل، والمفاصل الصناعية، وإصابات الملاعب، علاوة على الاتفاق على عمل دراسات بحثية مشتركة مع جمعيات أمراض الدم، وإيجاد قاعدة بيانات وأبحاث حول فقر الدم المنجلي، وزيادة البحوث والأوراق العلمية التي تناقش هذا الأمر والتعاون مع جمعية الهلال الأحمر لتوفير دراسة وطنية عن الحوادث في السعودية. تبديل المفاصل إلى ذلك، أخرى تواصلت أوراق العمل في الجلستين الختاميتين للمؤتمر، حيث قدم الدكتور زانتوب من ألمانيا طرقا جديدة لعلاج إصابات الملاعب، والرباط الصليبي، كما قدم الدكتور عمر بوت من بريطانيا محاضرة عن إصابات الركبة والتهابات ما بعد تبديل المفاصل في الركبة، وقدم الدكتور سامح الشلاخ من بريطانيا ورقة عن استبدال مفصل الكتف، فيما قدم الدكتور طه السمان ورقة عن عمليات القناة الرسغية بواسطة المنظار. وكشف رئيس قسم العظام بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، عضو مجلس إدارة الجمعية، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي الرابع لجراحة العظام الدكتور إبراهيم سني عسيري عن اختيار المؤتمر لمدينة أبها لتكون مركزا لأبحاث مرض فقر الدم المنجلي وتدخلاته الجراحية، وبإشراف أعضاء متخصصين من الجمعية. سجل وطني وكشفت التوصيات عن ضرورت إنشاء سجل وطني بالمملكة للحوادث والكسور يتم من خلاله التعرف على مدى انتشار الكسور، وأنواعها لتحسين الرعاية الصحية للمصابين في الحوادث، إضافة إلى إنشاء سجل وطني لعمليات استبدال المفاصل "الركبة والورك" أسوة بالسجلات التي أنشئت في معظم دول أوروبا، وأميركا الشمالية، وأستراليا، حيث سيكون للسجل دور كبير في متابعة عدد حالات استبدال المفاصل ومدى بقائها. وأوصى المؤتمر بتوسيع استخدام تقنيات تطويل، وتعديل العظام، ومنها تقنية الإيداروف، وإيجاد تخصصات دقيقة لهذه المشكلة نظرا لوجود حالات كثيرة تستدعي وجود هذه التقنية على مستوى عال، إلى جانب تدريب عدد أكبر من الأخصائيين عليها، مع العلم أن الجمعية وقعت مذكرة تعاون مع الجمعية الدولية لتطوير تطويل وتعديل العظام، هذا غير إيجاد إحصائيات دقيقة عن أورام العظام والأنسجة العضلية بالمملكة؛ للمساهمة في طرق الكشف المبكر وعلاجها.