كشف مصدر مقرب من القيادات الحوثية في صنعاء، عن مخطط عكفت عليه بعض قيادات الانقلاب خلال الفترة الماضية، يهدف إلى دعم الجبهات التي تفقد المقاتلين بشكل متواصل وتعاني نقصا كبيرا وانهيارات غير مسبوقة في مختلف الجبهات. وقال المصدر في تصريحات إلى «الوطن»، إن الحوثيين استغلوا قدوم شهر رمضان واستبقوه بإعلان عن توزيع مواد غذائية ، تحت مسمى «إفطار صائم» والمساومة على ذلك بمنح كل من يحتاج إليها، مقابل تعهده بإرسال مقاتلين، من أسرته أو أقاربه للقتال بالجبهات. ترغيب وترهيب أضاف المصدر، أن الحوثيين وضعوا معايير لكيفية مشروعهم الاستقطابي بحيث يتم منح الإفطار لمدة خمسة أيام عن المقاتل الواحد وعشرة أيام عن اثنين من المقاتلين، وهكذا، مبينا أن الحوثيين يهدفون من ذلك جمع أكبر عدد من المقاتلين، وإرسالهم للجبهات، وأن هذه الخطوة تأتي بعد فشلهم خلال الفترات الماضية في تزويد جبهاتهم بالمقاتلين، وحالات الانسحاب الكبيرة والانهيارات التي يعيشونها. ولفت إلى أن الأسابيع القريبة الماضية، شهدت استخدام الحوثيين كل الأساليب لدعم جبهاتهم بالمقاتلين تارة بالترغيب ووضع المغريات ومنح الأولويات الصحية والتعليمية وغيرها، وأخرى بالتهديد والوعيد. الالتقاء بالمشايخ ذكر المصدر، أن الحوثي طلال عقلان قام بجولات متتالية والتقى بعدد من المشايخ والوجهاء وعرض عليهم إرسال أعداد من المقاتلين للجبهات، إلا أن كل تلك الطرق والأساليب قوبلت بالرفض التام، وذلك رغم أساليب الخداع التي انتهجها عقلان وغيره من الحوثيين بالعزف على وتر الأرض وحماية الأعراض واستشعار الأعراف والتقاليد وخلق ادعاءات كاذبة، سقطت جميعها أمام رفض المجتمع لتلك المطالب الحوثية.
تجويع وخداع قال المصدر، إن الحوثيين عمدوا خلال الفترة الحالية إلى تجويع الناس ومخادعتهم والضغط عليهم بإفطار صائم من أجل تجنيد وإرسال أبنائهم للجبهات، علما بأن تلك المساعدات التي يدعي الحوثي بمنحها للمواطنين هي من مواد إغاثية البعض منها كان مخزنا منذ فترات سابقة وأغلب تلك المواد تم تخزينها بطرق عشوائية وتجاوزت فترة صلاحيتها وباتت غير صالحة للاستخدام الآدمي، وإن كان هذا الأمر لا يهم الحوثيين لأن الموت شعارهم والقتل دستورهم، ولذا فإن قتل الآخرين بدون سلاح لا يختلف عما يقوم به الحوثيون من قتل وإرهاب. وأوضح المصدر إن عملية التجويع التي انتهجها الحوثيون لم تكن جديدة، حيث عمدوا في فترات سابقة، إلى توزيع المساعدات، وتجويع الناس لاستغلال ذلك في مثل هذه الظروف. منع تقديم مساعدات أفصح المصدر عن صدور توجيهات قبل عدة أيام للتجار والميسورين بعدم تقديم أي مساعدات شخصية أو منح أسطوانات غاز أو أي وسيلة من شأنها مساعدة الآخرين مثل الأطعمة والمشروبات أو معدات الطبخ وأدواته، لافتا إلى أن التوجيه الحوثي أكد على معاقبة المخالفين لتلك التعليمات بأشد أنواع العقاب. وبين المصدر أن ما يسميه الحوثيون «منحة الشهر الكريم» يأتي لتحقيق أهداف تآمرية بعيدا عن أي مشاعر دينية أو احترام للشهر الفضيل والعبادات، خاصة وأن الحوثيين سبق وأن هدموا المساجد، ومنعوا صلاة التراويح والقيام واحرقوا المصاحف وكتب الحديث. وقال المصدر، إن الحوثيين حاليا باتوا مكشوفين أمام الشعب أكثر من أي وقت مضى، وأن وعي المجتمع وحرصه من خداع الحوثيين يتزايد، مشيرا إلى حيلة الانقلابيين القادمة والمتعلقة بشهر رمضان، لن تخدع الشعب وسيزداد رفضا وعنادا لقبول مشروعهم الكاذب.