لم ينفع تغيير المدرب ولم تجد الإطاحة بالبرتغالي خوزيه بيسيرو والاستعانة بالوطني ناصر الجوهر لانتشال المنتخب السعودي من مأزقه فبات أول المغادرين لنهائيات أمم آسيا المقامة حالياً في الدوحة، مؤكداً أنه بات مجرد ذكريات وماض، رغم مكابرة البعض. ومقابل المغادرة السعودية اقترب منتخب الأردن من بلوغ ربع نهائي البطولة ملحقاً الخسارة الثانية بالمنتخب السعودي 1-صفر وذلك في المباراة التي جمعتهما أمس على ملعب نادي الريان في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية. وسجل بهاء عبدالرحمن هدف الفوز في الدقيقة 42، ليرفع منتخبه رصيده إلى أربع نقاط بعدما انتزع التعادل من اليابان 1-1 في الجولة الأولى التي شهدت خسارة السعودية أمام سورية 1-2. ومرة جديدة تلقت الكرة السعودية صفعة ثقيلة، أكدت أن الشق أكبر من الرقعة وأن مجرد تغييرات في الأجهزة الفنية والإدارية لن يكون كافيا لاستعادة المنتخب لأمجاده التي حققها حينما توج باللقب أعوام 1984 و1988 و1996، وخسر ثلاثة نهائيات أعوام 1992 و2000 و2007، ليودع البطولة للمرة الثانية في تاريخه من دورها الأول بعد عام 2004. وأجرى الجوهر تغييرات عدة في صفوف تشكيلته فأشرك كامل الموسى ومحمد الشلهوب منذ البداية، وتيسير الجاسم أساسياً بعد أن اشترك في الشوط الثاني أمام سورية، وزج بنايف هزازي مكان ناصر الشمراني إلى جانب ياسر القحطاني في خط المقدمة. وأبقى الجوهر على مقاعد الاحتياط فضلاً عن الشمراني، كل من مشعل السعيد ومناف أبو شقير وأحمد عطيف. وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم أقال بيسيرو بعد الخسارة أمام سورية 1-2 في الجولة الأولى، وكلف الجوهر بالمهمة حتى نهاية البطولة. وبانت ملامح المباراة منذ البداية، فكان هناك سعي سعودي إلى السيطرة على المجريات وبناء الهجمات بحثاً عن هدف مبكر، وتكتل دفاعي أردني مع انطلاقات بالهجمات المرتدة. والغريب أن حارسي المرمى كانا متفرجين طوال ربع الساعة الأول الذي لم يشهد أي محاولة جدية، قبل أن تشهد الدقيقة ال16 محاولة سعودية خطيرة حين مرر محمد الشلهوب كرة متقنة من الجهة اليسرى حيث نايف هزازي المتابع والمعروف بضرباته الرأسية فطار لها وأرسلها باتجاه الزاوية اليسرى لمرمى الأردن لكن الحارس عامر شفيع أنقذ الموقف ببراعة. وهدد هزازي مرمى الأردن ثانية بعد ثلاث دقائق إثر كرة من الشلهوب أيضاً سددها من داخل المنطقة فوق العارضة، وأدت التمريرات السعودية المقطوعة وسط الملعب إلى انطلاقات سريعة للمنتخب الأردني خصوصاً عبر الصيفي أكثر اللاعبين نشاطاً لكن دون خطورة تذكر، لأن الأردن لعب أساساً بكثافة في نصف ملعبه، حيث دافع الأردنيون جيداً، ومنعوا السعوديين من تمرير الكرات بسهولة وأجبروهم على التسديد من بعيد. وفي الدقيقة 42 فاجأ بهاء عبدالرحمن حارس الأخضر وليد عبدالله بكرة من الجهة اليمنى بكرة ارتفعت فوق وليد المتقدم وخدعته لتستقر في الزاوية اليسرى للمرمى معلنة عن الهدف الوحيد. وكاد الأردن يعزز بكرة عدي الصيفي الذي انفرد بالمرمى دون أن يترجم. وتخلى المنتخب السعودي عن كل تحفظ في الشوط الثاني وهاجم بكل خطوطه، خصوصاً أنه كان يرى حلم بقائه في البطولة يتسرب منه، فزج الجوهر بالشمراني مهاجماً ثالثاً بديلاً للاعب الوسط عبده عطيف، لكن التمريرات السعودية المقطوعة غيبت الخطورة، على مرمى الحارس الأردني عامر شفيع. وحاول الجوهر التدخل مجدداً فاستعان بنواف العابد مكان محمد الشهلوب في الربع الأخير للمباراة التي شهدت تهديداً سعودياً أكبر، وكانت أخطر المحاولات في الدقيقة 76 بعد تبادل كرات بين الجاسم والشمراني لكن الحارس نجح بتعطيلها في الوقت المناسب. وكثف المنتخب السعودي من ضغطه في الدقائق الأخيرة، لكنه بدا عاجزاً عن بناء الهجمات الخطرة على مرمى شفيع رغم رأسية المولد التي علت العارضة.