بعد تقديمه لنفسه بصورة مثالية في انطلاقة حملة فريقه في دوري أبطال آسيا سبقها بتألقه في الدوري المحلي، يمكن القول بأن مهاجم الأهلي مهند عسيري نجح من جديد في إزاحة القلق الذي أصاب جماهير ناديه في ديسمبر الماضي مع تأكد غياب نجمهم الأول عمر السومة، في توهج للاعب العائد لصفوف منتخب بلاده، الذي وصفه موقع «الاتحاد الآسيوي لكرة القدم» الرسمي بأنه هداف بالفطرة. إمكانات عالية غاب هداف الدوري السعودي للمواسم الثلاثة الماضية وصاحب ال10 أهداف هذا الموسم عمر السومة لمدة 3 أشهر لإصابته بتمزق في أربطة الكاحل، فتصدى عسيري لمهمة إحراز الأهداف، مظهرا قدراته كهداف بالفطرة، وشارك أساسيا في 7 مباريات في الدوري المحلي سجل خلالها 7 أهداف بمعدل هدف كل 87 دقيقة، مدركا أن الفرصة قد أتيحت أمامه ليؤكد أن إمكاناته التهديفية لا تقل عن إمكانات السومة، بيد أنه أصر وبتواضع على أن مصلحة الفريق هي الأهم، وأنه مع زميله يكملان بعضهما ويجمعهما هدف واحد وهو خدمة الأهلي، وقال «عمر لاعب كبير، ونتمنى تواجده باستمرار، وننتظر عودته بأسرع وقت ممكن».
علاقة ودية العلاقة الودية بين عسيري والسومة اللذين يتنافسان على قيادة هجوم الأهلي لم تمنع الأول من الإفصاح عن سعيه لأن يكون المهاجم الأساسي في النادي والمنتخب، وكشف «من الطبيعي أن أكون سعيد جدا بهذه الفرصة التي أتيحت لي، وأتمنى أن أستمر بحجز مكان أساسي في تشكيلة الفريق»، خاصة أن مسيرة الثنائي تقاطعت في الأهلي منذ البداية، عندما انضم المهاجم البالغ من العمر 31 عاما لفريق مدينة جدة في أغسطس 2014، بعد شهر واحد من تعاقد الفريق مع السومة، ومنذ ذلك الحين ظل عسيري حبيس دكة البدلاء، نظرا لتألق زميله السوري في كل البطولات. نتائج إيجابية بدأ عسيري، المنحدر من منطقة عسيرجنوب المملكة، مسيرته مع فريقه في دوري أبطال آسيا بقوة، عندما قاد الأهلي لتحقيق 3 نقاط ثمينة خارج أرضه ضد تراكتور سازي الإيراني، ثم عاد المهاجم طويل القامة لممارسة هوايته بهدف ثان أكد فوز فريقه على الجزيرة الإماراتي في الجولة الثانية، ويقول «بدأنا آسيويا بشكل ممتاز، تمكنا من تحقيق انتصارين وتصدرنا المجموعة، نأمل أن تستمر هذه النتائج الإيجابية، وأن نصل إلى أبعد نقطة في هذه البطولة»، وسيسعى عسيري إلى مواصلة تميزه التهديفي المميز وتقريب فريقه من بطاقة التأهل عندما يسافر أبناء المدرب سيرجي ريبروف إلى الدوحة لمواجهة الغرافة في الخامس من مارس المقبل. طموح مونديالي في ظل المستوى المتراجع لمهاجم النصر محمد السهلاوي وتقدم ناصر الشمراني في السن، يجد عسيري نفسه في موقع المنافسة على مركز رأس الحربة للمنتخب السعودي قبل 4 أشهر من استهلال مشاركته الخامسة في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وجاء استدعاؤه مؤخرا لصفوف «الأخضر» بعد غياب نتيجة حتمية لتألقه الملحوظ في الفترة الأخيرة، بيد أن عسيري يدرك تماما أن استمرار حضوره يتطلب منه بذل جهد مضاعف، «بالتأكيد كأس العالم هو طموح كل لاعب، وهدفي هو أن أكون ضمن القائمة النهائية في المونديال، ولن يتحقق هذا الأمر إلا بالعمل الجاد، وبإذن الله سأتمكن من خدمة الوطن وتمثيله في هذا المحفل الكبير».