تنظم المكتبة الوطنية في المغرب احتفالية كبيرة لتكريم الكاتب المغربي الراحل إدمون عمران المليح، وأوضحت المكتبة التي لم تحدد توقيتا للمناسبة أن هذا التكريم يروم تمكين عموم زوارها من الاطلاع على شخصية هذا الكاتب المغربي من خلال مجموعته الخاصة التي أهداها لها قبل وفاته وتضم كتبا نادرة ولوحات ووثائق وصورا. وتعتبر أعمال المليح، الذي رأى النور سنة 1917 بمدينة آسفي الهادئة في كنف عائلة يهودية من الصويرة وتربى وسط تعايش كبير بين المغاربة اليهود والمسلمين، علامات مضيئة مستلهمة من الذاكرة اليهودية والعربية التي تحتفي بالانسجام الثقافي الذي يتميز به المغرب. ومن أبرز أعمال هذا المبدع المفعم بالإنسانية، التي وظف فيها بفنية كبيرة تفاصيل وصورا التقطتها مخيلته على مدار سنوات حياته، "المجرى الثابت" و"أيلان أو ليل الحكي" و"ألف عام بيوم واحد" و"عودة أبو الحكي" و"أبو النور" و"حقيبة سيدي معاشو" و"المقهى الأزرق: زريريق" و"كتاب الأم" و"رسائل إلى نفسي". كما خصصت مجلة "الكلمة" الشهرية التي تصدر من لندن، في عددها الخامس والأربعين ملفا شاملا عن المليح الذي توفي في نوفمبر الماضي. وجاء في الملف أن إدمون عمران المليح، الذي وصفته "الإندبندنت" البريطانية بأنه "جيمس جويس المغرب"، هو أحد أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية و"أثرى بكتاباته الثقافة المغربية كما ناضل مع رفاقه من أجل ترسيخ التزامه السياسي مدافعا عن القضايا العادلة".