ذهبت مع والدي إلى مستشفى عسير, لمرض أصابه، فقرر الأطباء بعد الفحص أن والدي محتاج لعملية جراحية في فقرات العنق. ويجب أن تكون العملية خلال أسبوعين، وذلك لأن الحبل الشوكي في خطر وقد يصاب المريض بشلل رباعي. وكان من ضمن الأطباء أخصائي نيجيري الجنسية. لم يستوعب والدي المسن وغير المتعلم الأمر ، وقرر الخروج على مسؤوليته من المستشفى ، وعندما عدت من العمل وجدته في المنزل فذهبت به لعدة مستشفيات ومعالجين شعبيين ولكن دون فائدة. وبعد ثلاثة أسابيع أو أكثر قليلا عدت لمستشفى عسير الحكومي , وبعد انتظار(ست ساعات) في الطوارئ قال نفس الطبيب النيجيري السابق سأعطيك موعدا بعد أسبوعين في العيادة لأنه لا توجد عمليات خلال أسبوعين, رغم علمه بصعوبة حالة والدي وهو الذي قال قبل ثلاثة أسابيع (يجب أن تجرى له العملية خلال أسبوعين) فتقدمت بشكوى للمدير المناوب ، فقال لي ليست مسؤوليتي. هل تعلم أخي القارئ أن احتمال حدوث جلطة لمريض في وضع والدي لا سمح الله كبير جدا ؟ وأن ذلك الاحتمال قد يكون قبل الموعد الذي حدده الطبيب بأيام. سألت أحد الأطباء فقال لي إن من يخرج على مسؤوليته من المستشفى لن يعود إليه بسهولة ، وهذا ما فعله الطبيب فلقد عاقب والدي.