أصدر وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، قرارين بتعيين الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس رئيسا للفرقة الوطنية للموسيقى، والمسرحي عبدالعزيز السماعيل رئيسا للفرقة الوطنية للمسرح. مشوار ففي العام 2006، أبهر المصريين في عقر دارهم، حين أبدع ممثلون شبان في تجسيد نصه عن الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد مسرحيا، ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية في مصر. في ذلك العام كان عبدالعزيز السماعيل قد ترجل من إدارته فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ليتجه ابن مدينة الهفوفبالأحساء صوب العاصمة الرياض، متقلدا منصب مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ليواصل عطاءه الثقافي الفني الذي أطلقه السماعيل المولود عام 1956 بقرية الشقيق في الأحساء، منذ أن ترعرع في حي الكوت، أحد أعرق أحياء الهفوفبالأحساء، والذي يتميز بمناخ فني عام، يشكل المسرح أبرز ملامحه وأيقوناته، ليكون من الطبيعي جدا، أن يتشرب السماعيل وهو يربو في هذا المناخ الفني الآسر الضاج بفنون المسرح الذي أرسى دعائمه في المنطقة الراحل عبدالرحمن المريخي، وترك أثرا بالغا في الحركة المسرحية بالأحساء والمملكة بشكل عام، وقدم العديد من المواهب في فن المسرح (تمثيلا، وإخراجا، وكتابة)، وكان السماعيل أحد أهم الأسماء التي قدمها المسرح، من طلائع تلك المواهب، تمثيلا، ثم مؤلفا مسرحيا، حيث كتب للمسرح السعودي أكثر من 15 نصا، كان عدد منها رافعة قوية لتقديم المسرح السعودي إلى الجمهور في معظم أنحاء العالم العربي من مغربه لمشرقه، بينما حقق عدد منها جوائز رفيعة كان منها نص عن (الشاعر علي بن المقرب العيوني) الذي حاز جائزة وزارة الثقافة لأفضل كتاب عام 2011. اليوم يجيء السماعيل ليتقلد منصب رئيس الفرقة الوطنية للمسرح السعودي، محملاً ومتسلحاً بتجربة قرابة الأربعة عقود في عمق الحركة المسرحية المحلية، التي انفتحت على الآفاق عربيا، وامتدت كونيا عبر نصوص عالمية، اشتغل عليها السماعيل، أهلته لأن يكون جديرا برئاسة المسرح الوطني السعودي، وسط تحديات صعبة تواجهها الفنون عامة، في ظل صعود مزاحمة الإنترنت، وطلائع الفنون الرقمية. فيما يجيء الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، المولود في المكلا 1946، متوجا مسيرته الفنية منذ دراسته الموسيقية في القاهرة، ليرأس الفرقة الوطنية للموسيقى، محملا هو أيضا بتجربة لا تقل عن قرابة 4 عقود، ولا تنهض فقط على نيله درجة الدكتوراه من المعهد العالي للموسيقى 1988 فقط، بل هناك تاريخ حافل بالإنجاز والتألق، من غنائه في إذاعة صوت العرب، فضلا عن عمله كمعيد في المعهد العالي للموسيقى في الكويت، فيما يظل علامة فارقة في مسيرة التلحين العربي، يسطع نجمه في رائعته اللحنية «ليلة عمر» التي ترجمت إبداع كاتب شاعر الأغنية بدر بن المحسن، لتغدو إحدى قلائد عقد الأغنية العربية الحديثة.