أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان اكتمال كافة الاستعدادات لبدء الاستفتاء، وذلك قبل أقل من 48 ساعة من موعد بدئه، في حين تدفق المراقبون الأجانب على مدينة جوبا عاصمة الجنوب وسائر المدن الأخرى ليكونوا شهوداً على هذه العملية التي يرجح أن تشهد ولادة دولة جديدة في جنوب السودان. وقال المتحدث باسم المفوضية جورج ماكير للصحفيين "وصلت البطاقات إلى كل مراكز الاقتراع في الجنوب كما أن كل الترتيبات الإدارية باتت جاهزة استعدادا ليوم الأحد". وأوضح أن قوة الأممالمتحدة في السودان قدمت طائرات لنقل بطاقات الاقتراع إلى المناطق النائية. ومن المقرر أن تبقى مكاتب الاقتراع مفتوحة أمام الناخبين لمدة أسبوع ابتداءً من يوم غد وذلك بسبب صعوبة المسالك في الولايات العشر التي يتألف منها الجنوب السوداني والتي تفتقر إلى أبسط أنواع المواصلات. من جهة أخرى كثَّف الجنوبيون من حملاتهم الانتخابية أمس لأنه اليوم الأخير المحدد للحملات التي لن يكون مسموحاً باستئنافها حتى الانتهاء من إعلان نتيجة الاستفتاء. ولوحظ على غالبية المواطنين أن مظاهراتهم تأخذ شكل الاحتفال المسبق بإعلان الاستقلال حيث ارتفعت شعارات عديدة مثل "الخطوات الأخيرة نحو الحرية". ورغم أن إجراء الاستفتاء كان محل شكوك حتى الأسابيع الأخيرة الماضية لأسباب لوجستية أو سياسية، إلا أن تصريحات الجانبين الشمالي والجنوبي ركزت خلال الفترة الأخيرة على تبديد هذه المخاوف. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد قام بزيارة إلى جوبا الثلاثاء الماضي التقى فيها رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت. وخاطب البشير الجنوبيين في جوبا قائلاً "نحن مع خياركم، إن اخترتم الانفصال سأحتفل معكم"، مضيفاً "على الرغم من أنني على المستوى الشخصي سأكون حزيناً إذا اختار الجنوب الانفصال لكنني سأكون سعيداً لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه".