أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري أن أمام السودان "فرصة فريدة وغير عادية لاستفتاء ناجح بشأن تقرير مصير الجنوب". ووصف كيري خلال لقائه مع مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين بالخرطوم، زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا عاصمة الجنوب بأنها "إيجابية ومشجعة للغاية وبناءة". من جهته قال مستشار البشير للشؤون الأمنية صلاح عبدالله قوش إن كيري "جاء حاملاً تأكيدات ووعود الإدارة الأميركية التي طرحها من قبل، حيث نقل للمسؤولين رضا المجتمع الدولي عن الخطوات التي سارت حتى الآن في تنفيذ اتفاقية السلام". وأوضح قوش أنهم أبلغوا كيري بأن "الشعب السوداني سيتابع تنفيذ وعود الإدارة الأميركية ليجدد علاقته بالولايات المتحدة في المستقبل". وفى سياق متصل قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم إبراهيم غندور إن زيارة البشير إلى جوبا لم يتم التطرق خلالها لأي ملفات عالقة مثل قضية أبيي. وبين أن الحوار متواصل بين الشريكين حول الملف والقضايا الأخرى، مشيراً إلى نجاح الزيارة لما حققته من "تعزيز للعلاقات بين الشمال والجنوب ومصداقية الشريكين في إنفاذ اتفاقية السلام والقدرة على تجاوز العقبات". ولم يستبعد القيادي الشمالي في الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان أمس عودة الجنوب إلى الوحدة مع الشمال في وقت لاحق، في حال صوت الجنوبيون ابتداء من الأحد المقبل لصالح الانفصال عن الشمال. وقال "حتى ولو جاءت نتيجة الاستفتاء مع الانفصال نحن نرى أنه يمكن توحيد السودان من جديد على أساس طوعي مثلما حدث في ألمانيا بعد سقوط الستار الحديدي في أوائل التسعينات". واعتبر عرمان زيارة الرئيس السوداني إلى جوبا الثلاثاء الماضي كانت "جيدة من حيث التطمينات لقضايا ما بعد الاستفتاء بشكل خاص التي يمكن أن تؤدي إلى علاقات استراتيجية في حال حلت بشكل جدي"، مضيفا أن هذه الزيارة "خلقت مناخا جيدا يجب أن يستغل لحل المشاكل العالقة". واعتبر عرمان أن أبرز المشاكل التي تبقى عالقة بين الشمال والجنوب "هي المواطنة والحدود وأبيي والعلاقات الاقتصادية والسياسية". وفي سياق متصل وصف المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية المقدم الصوارمي خالد سعد قرار رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت والخاص بطرد الحركات المسلحة الدارفورية من الجنوب بأنه "قرار شجاع وحكيم ومهم في هذه المرحلة التاريخية ويستفيد منه الشمال والجنوب على حد سواء". وأكد أن مثل هذه القرارات تزيل الاحتقان والتوتر. على صعيد آخر طالبت هولندا أمس دول الاتحاد الأوروبي بعدم الاعتراف الفوري "بانفصال جنوب السودان بمجرد إجراء الاستفتاء وإعلان نتائجه". وقال نائب وزير الخارجية الهولندي بن كنوبن "إن هناك الكثير من الأمور السياسية والاقتصادية التى يجب تسويتها قبل مبادرة الاتحاد الأوروبي بإعلان اعترافه بدولة الجنوب". وأشار كنوبن إلى أن الجنوب أمامه مرحلة زمنية بعد إرساء نتائج الاستفتاء، على غرار موقفه من المعاهدات الدولية والاتفاقيات التي كان السودان قبل التقسيم مشاركا أو عضوا فيها، وعلى الجنوب أن يوضح موقفه الدولي في علاقاته مع الخارج وموقفه من مواثيق حقوق الإنسان وغيرها. وأضاف" كل هذه الأمور هي التي ستحدد توقيت اعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة الجنوب".