انقسم الوسط الثقافي في المنطقة الشرقية ما بين مؤيد ورافض، لتأجيل معرض الشرقية الأول للكتاب، الذي كان من المقرر إقامته يوم 21 فبراير الجاري لمدة 8 أيام، حيث بعثت إدارة المعرض رسالة قالت فيها: «تعلن إدارة معرض المنطقة الشرقية الأول للكتاب عن تأجيل المعرض إلى تاريخ يحدد لاحقا، وذلك لأسباب خارجة عن إرادتها، وسنوافيكم بالموعد الجديد لاحقا». مواكبة طموح ورغبة أبناء المنطقة أوضح المشرف على المعرض رئيس جمعية الناشرين السعوديين أحمد الحمدان ل»الوطن» سبب التأجيل، قائلا: إن ذلك تم لمواكبة المعرض لطموح ورغبات أبناء المنطقة الشرقية بحيث يكون معرضا متكاملا من جميع الجوانب. وأضاف: «الاستعدادات كانت ممتازة من قبل جمعية الناشرين السعوديين، ولكن لكثرة الرغبات الملحّة من أبناء المنطقة أردنا أن يكون المعرض مناسب لتطلعاتهم بشكل كامل، وكذلك لأن هناك مشاركات من جميع الجهات»، موجها شكره لإمارة المنطقة الشرقية، وعلى رأسهم الأمير سعود بن عبد العزيز على ما قدموه من تسهيلات ودعم لجمعية الناشرين السعوديين، وأيضا الغرفة التجارية. أهمية المعرض ذكر الكاتب والإعلامي حسن القحطاني أن المنطقة الشرقية تنعم بوجود عدد كبير من المثقفين والقراء، الذين ارتبطت أسماؤهم بتأليف الكتب وكتابة المقالات، كما أنها تعد حلقة وصل ثقافية واقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن رغم هذه الميزات إلا أنها حُرمت طيلة عقدين من الزمن من أبسط حقوقها الثقافية، وهي وجود معرض سنوي للكتاب يلبي احتياجات أهالي المنطقة من المثقفين والقراء، حيث إن إقامة معرض الكتاب يساهم في تنامي الحراك الثقافي وجذب مقتني الكتب من دول الخليج. مشكلة العامل الزمني لم يفاجأ القحطاني بإعلان التأجيل، حيث إنه كان على اطلاع بما يواجهه المعرض من تحديات تسببت في تأجيله، حيث قال: «ساهمنا في نقل أصوات الأهالي إعلاميا باحتياج المنطقة لمعرض الكتاب، حتى جاء قرار إقامته بتنظيم جمعية الناشرين السعوديين، ولكن العقبات وقفت أمام تحقيق هذا الحدث الثقافي، حتى تم تأجيله إلى أجل غير معلوم، وحسب المعلومات الأولية أن عزوف رجال الأعمال بالمنطقة في دعمهم المادي كان عائقا لتحقيق هذا الحلم، بالإضافة إلى العامل الزمني والذي يتطلب التريث في إعلان إقامة المعرض، حتى يتم تجهيز كافة الاحتياجات».ورغم تأجيل إقامة المعرض إلا أن التفاؤل يسود المجتمع الثقافي في المنطقة، حسب ما أفاد به القحطاني، وسبب هذا التفاؤل أن كسب الوقت ينتج عنه تنظيما يليق بحدث كبير تعطش له مثقفو المنطقة فترة طويلة ولا بد أن يظهر بالشكل، الذي يطمح إليه الجميع. فعاليات ثقافية أكدت الكاتبة جمانة السيهاتي أن المنطقة الشرقية بحاجة لفعاليات ثقافية تليق بمستوى الوعي الثقافي بالمنطقة، وقد يكون عامل الوقت هو عامل أساسي من خلال تنظيم مثل هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، كما أنه يُصادف معرض مسقط الدولي، والذي يمنع دور النشر من المشاركة في كلا المعرضين. وأردفت «أن التأجيل قد يصب في مصلحتنا حتى يتوسّع المعرض لمستوى المعارض الدولية ولازال الأمل بذلك قائما».